العصر الجاهليِشعرعنترة بن شداد

ألا يا غراب البين في الطيران – عنترة بن شداد

ألا يا غراب البين في الطيران

مقدمة عن الشاعر:

عنترة بن شداد العبسي هو شاعر وفارس عربي من العصر الجاهلي، ولد في نجد في شبه الجزيرة العربية. يُعتبر عنترة من أبرز الشعراء العرب في فترة ما قبل الإسلام، ويشتهر بشعره الذي يعبر عن الفروسية والشجاعة والحب. كان عنترة ابنًا لأمة حبشية، مما جعله يعاني من العنصرية في مجتمعه، ولكنه استطاع أن يثبت نفسه بفضل شجاعته وفروسيته في الحروب.

قصة القصيدة:

قصيدة “ألا يا غراب البين في الطيران” هي رثاء للشاعر عنترة بن شداد لصديقه وأخيه في السلاح مالك بن زهير الذي قُتل في معركة. يعبّر عنترة في هذه القصيدة عن حزنه العميق لفقدان مالك، ويصف الأثر الكبير لهذا الفقدان على نفسه وعلى المجتمع من حوله.

كورسات الذكاء الاصطناعي والربح من الانترنت مجاناً - مضمون دوت كوم
كورسات الذكاء الاصطناعي والربح من الانترنت مجاناً – مضمون دوت كوم

موضوع القصيدة:

القصيدة تتناول عدة موضوعات رئيسية مثل الحزن والفقدان، والشجاعة والفروسية، والنبل والكرامة. يبدأ عنترة بمخاطبة غراب البين، وهو رمز الشؤم والموت في الثقافة العربية، ويطلب منه جناحًا ليطير به إلى مالك، ويعبر عن فقدانه لبنانه (أصابع يديه) نتيجة حزنه العميق.

ثم يتساءل عنترة إن كان الغراب قد علم بمقتل مالك، ويصف أثر هذا الفقدان على الكون نفسه، حيث تختفي النجوم ويهوي القمر بعده. يتحدث عنترة عن اليوم الأسود الذي قُتل فيه مالك، وكيف كان يومًا مخيفًا حتى لأشد الناس قوة وصبرًا.

يستمر عنترة في الحديث عن شجاعة مالك وكرامته، ويعبر عن تمنيّه لو لم يحدث ما حدث، ولو أن الرهان لم يُرسل، ولو أن كليهما ماتا في بلدة واحدة بعيدًا عن أعين الأعداء.

تتطرق القصيدة أيضًا إلى نتائج الحرب والمصائب التي جلبتها على القبائل، وخاصة قبيلة غطفان، ويؤكد عنترة على نبل وكريم أخلاق مالك حتى في موته.

 

ألا يا غرابَ البين في الطَّيران
أعرني جناحاً قد عدمتُ بناني
ترى هلْ علمتَ اليومَ مقتل مالكٍ
ومصرعهُ في ذلَّة ٍ وهوان
فانْ كانَ حَقَّا فالنُّجُومُ لفِقْدِهِ
تغيبُ ويهوي بعدهُ القمران
لقد كانَ يوماً أسودَ اللَّيل عابساً
يخافُ بلاهُ طارقُ الحدثان
فلّله عيناً من رأى مثلَ مالكِ
عقيرة َ قَوْمٍ إنْ جرى فَرَسانِ
فليتهما لم يجر يا نصف غلوة ٍ
ولَيْتَهُمَا لم يُرْسَلا لِرِهَان
وَلَيْتَهُما ماتا جَميعاً ببلْدة ٍ
وأَخْطاهُما قَيْسٌ فلا يُريانِ
فقد جلبا حَيْناً وحرْباً عظيمة ً
تُبيدُ سُراة َ القَوْمِ من غَطَفانِ
وقد جلبا حيناً لمصرع مالكٍ
وكان كريماً ماجداً لِهجانِ

 

تحليل القصيدة:

تتميز القصيدة بلغة قوية وعاطفية تعكس الحزن الشديد والاحترام الكبير الذي كان يكنه عنترة لمالك. استخدام الرمزيات مثل غراب البين والأجرام السماوية يعزز من عمق المعاني ويعطي القصيدة طابعًا مأساويًا. الأسلوب الشعري يعتمد على الأوزان والقوافي التقليدية التي تعزز من جماليات النص وتجعله أكثر تأثيرًا.

القصيدة تُظهر الجانب الإنساني للشاعر المحارب، الذي يعبر عن مشاعره بكل صدق وعمق. الفقدان والفروسية والشجاعة هي مواضيع متكررة في شعر عنترة، وهذه القصيدة تعتبر نموذجًا رائعًا لهذه المواضيع.

Aya Elkady

اهلاً بيكم وسعيدة لتشريفكم صفحتي على موقع مضمون دوت كوم، أية القاضي، كاتبة وصحفية، أكتب محتوى تعليمي وإخباري، مراعية احتياجات مختلف القراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل ِAdBlock Please disable AdBlock to get download links