قصة ذو القرنين: شخصية تاريخية ودينية محيرة والقصة الغامضة في سورة الكهف

يعتبر “ذو القرنين” إحدى الشخصيات التاريخية والدينية الغامضة التي أثيرت حولها العديد من الأسئلة والجدل. تم ذكره في القرآن الكريم في سورة الكهف بالآية: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا” (الكهف: 83). ومن خلال هذه الآية، يتساءل الكثيرون عن هوية “ذي القرنين” وسبب تسميته بهذا الاسم، فضلاً عن الأساطير التي تحيط به، وإليكم اليوم بالمصادر قصة ذو القرنين.

ما أخبرنا به القرآن عن ذو القرنين 

تشير الآيات القرآنية إلى أن “ذي القرنين” كان ملكًا عادلاً، وأن الله منحه القدرة على فهم وحكم الناس والبلاد. ومن الملاحظ أن القرآن لم يحدد هوية “ذي القرنين” بوضوح، مما يترك المجال مفتوحًا للاعتقادات والتفسيرات المختلفة.

آراء المفسرين والباحثين في ذو القرنين

من هو ذو القرنين؟ شخصية تاريخية غامضة

• ذو القرنين شخصية تاريخية غامضة ذكرت في القرآن الكريم.
• اختلف المؤرخون حول هويته، فمنهم من قال إنه أحد ملوك حمير، أو كورش الكبير، أو الإسكندر الأكبر.
• يرى بعضهم أنّه ليس اسماً بل وصفاً لشخصية تاريخية، بينما يعتبره آخرون شخصية أسطورية.

تحديد هوية ذي القرنين

يختلف العلماء والمؤرخون في تحديد هوية “ذي القرنين”، حيث اقترح بعضهم أنه كان أحد ملوك حمير، مثل كورش الكبير أو الإسكندر الأكبر. ومن بين الآراء المثيرة للاهتمام، يعتقد البعض أن “ذو القرنين” لم يكن اسمًا له بل وصفًا، ويعود ذلك إلى وجود ضربتين في رأسه، وليس له علاقة بوجود قرنين. بينما يعتبره البعض الآخر شخصية أسطورية.

أوصاف ذي القرنين في القرآن:

• ذكره الله تعالى في سورة الكهف، ووصفه بالعدل والقوة.
• قال تعالى: “إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا”.
• سافر ذو القرنين في الأرض وبلغ المشارق والمغارب.
• بنى سداً ويقال (ردم في أحد التفاسير)، لمنع يأجوج ومأجوج من إيذاء الناس.

آراء مختلفة حول هويته:

• ابن كثير: يرى أنه كان ملكاً عادلاً.
• الحافظ ابن حجر: اختلف العلماء في كونه نبياً أو ملكاً أو غير ذلك.
• الباحث سامي القسيمي: يرى أنه كورش ملك الفرس، مؤمن بالله وباليوم الآخر.
• بعض المفسرين: ذو القرنين هو نفسه الملك سليمان.
• حمدي بن حمزة أبو زيد: ذو القرنين هو أخناتون، الملك الفرعوني الموحد لله.
• الباحث كريم عبد المجيد: ذو القرنين هو أحد ملوك حمير التبابعة.

أدلة تدعم كلّ رأي:

• اسم ذو القرنين: يدلّ على أنه من العرب، وبالتحديد من اليمن.
• قصيدة “نشانا”: تشير إلى ذي القرنين على أنه الإسكندر الأكبر.

قصة ذي القرنين ويأجوج ومأجوج بالتفصيل

“وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا * قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءُ الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا * ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا * كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا * ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْتَطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا * قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّ. (الآيات 83-98 من سورة الكهف).

يروي القرآن الكريم قصة مواجهة ذو القرنين مع يأجوج ومأجوج في سورة الكهف، وتعتبر هذه القصة واحدة من الأحداث البارزة التي تظهر في القرآن الكريم وتشد انتباه القراء والمؤمنين. يأخذ القصة في إحدى البلدان التي زارها ذو القرنين أثناء رحلته في استكشاف العالم.

ذو القرنين، الملك العادل والحكيم، قاد رحلته مع جيشه عبر الأرض، يبحث عن المعرفة والحكمة. وخلال رحلته، وصل إلى بلدة محاصرة بين جبلين، حيث وجد قومًا مساكين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم من هجمات يأجوج ومأجوج، الذين يفترشون الأرض ويسببون الفساد والدمار في أي مكان يصلون إليه.

وعلى الفور، قرر ذو القرنين مواجهة هذا الخطر، وبناء ردم عظيم عليهم ليمنع يأجوج ومأجوج من الخروج والتسبب في المزيد من الدمار. استخدم ذو القرنين الموارد المتاحة لديه، وقاد جيشه في بناء الردم الضخم فوقهم الذي لا يمكن اختراقه.

وبينما كانوا يعملون على بناء الردم، وبتوفيق الله لذو القرنين، أتموا البناء في زمن قياسي. وبفضل هذا الردم العظيم، تمكن ذو القرنين وشعبه من صدهم وإبعاد خطر يأجوج ومأجوج عن البشرية.

هذه القصة تبرز قدرة الإنسان على التحدي والبناء، بالإضافة إلى التوكل على الله في مواجهة التحديات الكبيرة. تعكس أيضًا قصة ذو القرنين قيم العدالة والحكمة والشجاعة التي يجب أن يتحلى بها الحكام والقادة في حماية شعوبهم وتحقيق السلام والأمن.

الاستنتاج حول شخصية ذو القرنين 

باختلاف الآراء والتفسيرات، يبقى “ذو القرنين” شخصية محيرة تستمر في إثارة الجدل والاهتمام لدى العلماء والباحثين. يظل البحث والتحليل مستمرًا لفهم الجوانب المختلفة لهذه الشخصية ودورها في التاريخ والدين، مع الاعتراف بأن هويتها قد تظل موضوعًا للجدل حتى الآن.

• لا يوجد إجماع على هوية ذو القرنين.
• تبقى هويته لغزاً تاريخياً مفتوحاً للنقاش.
• تعددت الآراء حول ذي القرنين وتنوعت الأدلة، مما يدلّ على أهمية هذه الشخصية في التاريخ الديني.

ملاحظات حول ذو القرنين:

• من المهمّ قراءة التفسيرات المختلفة للآيات القرآنية وفهمها في سياقها.
• لا يمكن الجزم بهوية ذو القرنين بشكل قاطع.

المصادر:

• القرآن الكريم.
• تفسير القرآن الكريم للعلامة ابن كثير.
• كتاب فتح الباري للحافظ ابن حجر.
• دراسة للباحث سامي القسيمي.
• كتاب فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج لحمدي بن حمزة أبو زيد.
• مقال للباحث كريم عبد المجيد.