إسلاميات

من النبي الذي حُبست له الشمس؟ قصة سيدنا يوشع بن نون كاملة

يوشع بن نون

منذ قرون بعيدة، في أرض بلاد الشام، تألقت شخصيةٌ ملهمة، هي سيدنا يوشع بن نون، رجل الإيمان والعزيمة، الذي نشأ في زمن الأنبياء والمعجزات. يروى قصة يوشع بن نون الذي قاد بني إسرائيل إلى النصر والتحرير، ورسم ملامح العدالة والتسامح في أرض الوعد. في هذه القصة، نجد مجموعة من الدروس والعبر التي تستمد قوتها من إرادة يوشع وإيمانه الراسخ بالله، ومن خلالها نتعلم كيف يمكننا تحقيق النجاح والتغيير في حياتنا، بغض النظر عن التحديات التي نواجهها. دعونا نستعرض معًا رحلة هذا النبي العظيم.

كورسات الذكاء الاصطناعي والربح من الانترنت مجاناً - مضمون دوت كوم
كورسات الذكاء الاصطناعي والربح من الانترنت مجاناً – مضمون دوت كوم

من هو يوشع بن نون

هو نبي من أنبياء بني إسرائيل، وُلِدَ في مصر ونشأ كفتى مع سيدنا موسى -عليه السلام- وخدمه. يبدو أن يوشع بن نون وُلد حوالي عام 1463 قبل الميلاد وعاش لمدة حوالي مئة وعشر سنوات، حيث وُفِّيَ حوالي عام 1353 قبل الميلاد. كان يوشع صاحبًا وتلميذًا ومن المقرّبين للنبي موسى -عليه السلام-. يوشع بن نون، من سبط إفرايم، تولى قيادة بني إسرائيل بعد وفاة النبي موسى -عليه السلام-. وقد وردت قصة مهمة له في القرآن الكريم، حيث ذكرت دوره كرفيق لموسى في رحلته إلى الخضر، وهو العبد الصالح الذي ارتحل إليه موسى -عليه السلام-. يعتبر يوشع النبي الذي حُبست له الشمس كما جاء في الكتاب المقدس. وجاء خبر يوشع بن نون وقضيته مع حدوث ظاهرة حبس الشمس في السنة النبوية، حيث روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: ” إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ عَلَى بَشَرٍ إِلَّا لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ”رواه الإمام أحمد

صحبة يوشع بن نون لسيدنا موسي

تعرض القرآن الكريم لذكر صحبة يوشع بن نون لموسى -عليهما السلام- دون ذكر اسم يوشع بن نون صراحةً، وذلك في قوله تعالى في سورة الكهف: “وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا”

في الحديث النبوي المتفق عليه الذي رواه أبو بن كعب -رضي الله عنه-، ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- قصة النبي موسى -عليه السلام- مع الخضر، وفيها تم ذكر اسم يوشع بن نون صراحةً. وأضاف ابن كثير في كتاب “البداية والنهاية” اسم يوشع ونسبه، حيث قال: “هو يوشع بن نون بن أفراييم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السلام”.

إضافةً إلى ذلك، ذكر ابن عاشور أنّ يوشع كان فتى موسى -عليه السلام- بمعنى أنه كان يتبعه ويخدمه ويكون تلميذًا له. وتُقال أيضًا إنّه كان ابن أخت موسى، واسمه الأصلي كان “هوشع”، لكنّ موسى قد دعاه بـ “يوشع” عندما بعثه للتجسّس في أرض كنعان واختبار أهلها. كان يوشع أحد الرجال الاثني عشر الذين بعثهم النبي موسى لهذا الغرض، وهو جلب معلومات عن أهل وأرض كنعان. ومن المحتمل أن دعوته باسم يوشع كانت من باب التحبّب والملاطفة.

نبوة يوشع بن نون

كانت نبوة يوشع بن نون -عليه السلام- بعد نبوة موسى وهارون -عليهما السلام-. ويُقال إنّ النبوة أُعطيت ليوشع في آخر عمر موسى -عليهما السلام-، حيث كان يوشع يسأل موسى عمّا أوحى الله له. ومع ذلك، أوضح أهل العلم أنّ موسى -عليه السلام- لم يزل يتلقى الوحي والتشريع من الله -تعالى- حتى وفاته.

عندما أمر الله -تعالى- بني إسرائيل زمن موسى -عليه السلام- بالدخول على القوم الجبارين ورفضوا ذلك، ابتلاهم الله -تعالى- بالتيه لمدة أربعين سنة، حيث حُرّم عليهم دخول الأرض المقدسة. وفي هذه الفترة توفي موسى وهارون -عليهما السلام- في التيه، وهلك العصاة من بني إسرائيل، وجاءت من بعدهم ذُريّتهم. ثم أرسل الله -تعالى- لهم يوشع بن نون -عليه السلام- الذي قاتل الجبارين وهزمهم بإذن الله.

يذكر التاريخ أنّ يوشع بن نون -عليه السلام- تولى شؤون بني إسرائيل لمدة سبع وعشرين سنة، وتوفي وهو في عمر مئة وعشر سنوات، حيث أوصى رجلاً صالحاً ليخلفه في قيادة بني إسرائيل. وبقيت بني إسرائيل على منهاج يوشع لفترة، حتى توفاه الله -تعالى-.

مرحلة التيه

ذكرت سورة المائدة مرحلة التيه التي مر بها موسى -عليه السلام- وبنو إسرائيل. في هذه السورة، وصفت الآيات الحوار الذي دار بين موسى وقومه، حيث ساروا من صحراء سيناء باتجاه بيت المقدس، وقرروا دخوله والسكن فيه. ومع ذلك، رفض الكثيرون من بني إسرائيل هذا القرار خوفًا من الأقوام الجبابرة الذين يسكنون المنطقة. قالوا لموسى: “اذهب أنت وربك فقاتل، إنا هاهنا قاعدون”. استجاب الله لاعتراضاتهم بتحريم الأرض عليهم لمدة أربعين سنة.

بعد موت موسى -عليه السلام-، قاد يوشع بن نون بني إسرائيل وخلفه في قيادتهم. وخلال فترة التيه، توفي العديد من بني إسرائيل، وانقضت المدة المحددة في تحريم دخول بيت المقدس عليهم. بعد ذلك، خرج يوشع بمن بقي منهم وبأبنائهم وحاصر بيت المقدس، ونجح في فتحها وسكنها الإسرائيليون. وأمر يوشع بالاستقامة على الحق واتباع دين الله تعالى.

فتح بيت المقدس ومعجزة الشمس

ثبت في صحيح البخاري أنّ الله -سبحانه- قد حبس الشمس من الغروب لنبي من أنبيائه؛ وهو يوشع بن نون -عليه السلام-، وذلك عندما أمره الله بقتال القوم الجبارين. في يوم الجمعة، وبينما كان يقاتلهم، دعا الله -سبحانه- ليحبس الشمس عندهم، حتى ينتهي من قتالهم وينتصر عليهم. وقد خاطب الشمس قائلاً: (إنَّكِ مَأْمُورَةٌ وأَنَا مَأْمُورٌ -أيّ: أنت مأمورة بأن تغيبي، وأنا مأمور أن أفتح هذه البلدة، وأقود هذه الجيوش-، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا)

يوشع بن نون

استجاب الله -سبحانه- لدعاء يوشع بن نون -عليه السلام- وحبس الشمس كرامةً له، مما ساعده في إتمام مهمته بنجاح. كان يوشع -عليه السلام- يخشى أن تغرب الشمس قبل انتهاء القتال يوم الجمعة، وهو يوم يُعتبر مقدساً لدى اليهود، فطلب من الله -سبحانه- حبس الشمس عنهم.

قد أكد النبي -صلى الله عليه وسلم- على هذا الحدث في حديث آخر، حيث قال: “إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ عَلَى بَشَرٍ إِلَّا لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ”.

وفاة يوشع بن نون

بعد فترة طويلة من حكمه لبني إسرائيل، توفي يوشع بن نون وهو يبلغ من عمر مئة وعشرين سنة.

Aya Elkady

اهلاً بيكم وسعيدة لتشريفكم صفحتي على موقع مضمون دوت كوم، أية القاضي، كاتبة وصحفية، أكتب محتوى تعليمي وإخباري، مراعية احتياجات مختلف القراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل ِAdBlock Please disable AdBlock to get download links