سنن عيد الفطر المبارك وآدابه وكيفية الاحتفال بالعيد

الله -تعالى- شرع لعباده المؤمنين الأعياد لأنها تجلب الفرح والسرور لهم، وقبل أن يأتي الإسلام كانت للناس عادات وتقاليد يفرحون بها، وعندما جاء الإسلام أقرهم على الصالح من تلك العادات والتقاليد، وحرم عليهم ما لم يكن منها، وجعل الأعياد محددة بضوابط دينية؛ حيث لا يجوز لأحد تجاوزها. وللمسلمين اثنان من الأعياد، هما: عيد الفطر الذي يصادف اليوم الأول من شهر شوال، وعيد الأضحى الذي يأتي بعد يوم عرفة، ويكون في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة. يأتي العيد ليجمع المسلمين مع بعضهم ويعزز انتماؤهم لدين الإسلام، ويفرحون بتوفيق الله لهم بتحقيق صيام شهر رمضان والأعمال الصالحة التي قدموها فيه، ولما وجدوه من لذة القرب من الله. وفي هذا المقال سنتناول سنن عيد الفطر المبارك وآدابه.

ماذا تعني كلمة عيد

تعني كلمة “عيد” كل يوم يتم فيه الاجتماع والتجمع، ويعود أصلها إلى الفعل “عاد”، أي اليوم الذي يعود في نفس الزمن من كل عام، ويحمل معه الفرح والذكريات الجميلة الجديدة.

لماذا سمي عيد الفطر بهذا الاسم

عيد الفطر يعتبر اليوم الذي يفطر فيه المسلمون لأول مرة بعد أن صاموا طوال شهر كامل. ويُسمى هذا العيد “عيد الفطر” نظرًا لهذا السبب البسيط؛ إذ يُحتفل فيه بإتمام أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو صوم شهر رمضان المبارك.

متي يبدأ عيد الفطر المبارك

عيد الفطر يبدأ في اليوم الأول من شهر شوال، وهو الشهر الذي يلي شهر رمضان في التقويم الهجري، وبتحري رؤية هلال شهر شوال أو بإتمام المسلمين لصيام ثلاثين يومًا في شهر رمضان.

يستمر عيد الفطر المبارك لمدة ثلاثة أيام متتالية، يحتفل فيها المسلمون بالعيد مظهرين مظاهر الفرحة والاحتفال، ويتبعون فيها سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

آداب وسنن عيد الفطر

الاغتسال

الاغتسال قبل الخروج للصلاة من الآداب المستحبة، فقد ثبت في الموطأ وغيره أن عبد الله بن عمر كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى. وقال سعيد بن جبير: “سنة العيد ثلاث: المشي والاغتسال والأكل قبل الخروج”، وهذا القول ربما يكون قد أخذه عن بعض الصحابة.

ذكر النووي رحمه الله أن العلماء اتفقوا على استحباب الاغتسال لصلاة العيد. ويعود السبب وراء استحباب الاغتسال للجمعة وغيرها من الاجتماعات العامة إلى العيد، بل ربما يكون الأمر أبرز في يوم العيد.

الأكل قبل الخروج

من الآداب ألا يخرج الإنسان في عيد الفطر إلى الصلاة حتى يأكل تمرات، كما رواه البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وترًا.

استحب الأكل قبل الخروج في عيد الفطر كمبالغة في التأكيد على نهاية الصيام وبداية العيد، وهذا يعتبر إيذانا بالإفطار وانتهاء الصيام. وقد ذكر ابن حجر رحمه الله أنّ في ذلك السدّ لأي دافع للزيادة في الصوم، وأيضاً مبادرة لامتثال أمر الله.

إذا لم يجد الإنسان تمراً، فليفطر على أي شيء مباح.

أما في عيد الأضحى، فالمستحب ألا يأكل الإنسان إلا بعد الصلاة من أضحيته.

التكبير

التكبير يوم العيد هو من السنن العظيمة، ويأتي ذلك بناءً على قول الله تعالى: “لتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون” (البقرة/185). وعن الوليد بن مسلم قال : سألت الأوزاعي ومالك بن أنس عن إظهار التكبير في العيدين، قالا : “نعم كان عبد الله بن عمر يظهره في يوم الفطر حتى يخرج الإمام”. وصح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : (كانوا في الفطر أشد منهم في الأضحى)

وكان السلف يتبعون العمل بهذا التكبير منذ الخروج من البيت حتى دخول الإمام إلى المصلى. وقد ورد في الكثير من الروايات أنهم كانوا يتكبّرون منذ يخرجون من بيوتهم حتى يدخل الإمام.

فوقت التكبير في عيد الفطر يبدأ من ليلة العيد ويستمر حتى يدخل الإمام لصلاة العيد.

التهنئة

التهنئة في يوم العيد هي من الآداب المحببة والمشروعة في الإسلام. يتبادل المسلمون التهاني والتبريكات في هذا اليوم السعيد، ويمكن استخدام عبارات مثل “تقبل الله منا ومنكم” أو “عيد مبارك”، وغيرها من العبارات الطيبة والمباركة.

وقد كانت التهنئة مألوفة عند الصحابة، فعن جبير بن نفير، قال: “كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض، تُقُبِّل منا ومنك”. وقد روى ابن حجر أن إسناد هذا الحديث حسن.

وفي مسألة التهنئة بالمناسبات، فإنها تعتبر جزءًا من مظاهر الأخوة والتآلف بين المسلمين، وهي تعكس مكارم الأخلاق والتواصل الاجتماعي الإيجابي.

التجمل

التجمل بالثياب الجميلة في يوم العيد هو من السنن المستحبة في الإسلام. وقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم جبة خاصة به لارتدائها في أيام العيدين ويوم الجمعة، مما يظهر أهمية التجمل والاهتمام بالمظهر في هذه المناسبات الخاصة.

يجب على الرجل أن يحرص على ارتداء أجمل ما عنده من الثياب عند الخروج للعيد، مما يعكس الاحترام لهذه المناسبة الدينية المهمة.

أما بالنسبة للنساء، فإنهن ينبغي أن يتجنبن الزينة الزائدة والمبالغ فيها عند الخروج في يوم العيد، خاصة عندما يكون الخروج في الأماكن العامة حيث قد يكون هناك رجال أجانب. يجب أن تلتزم المرأة بالحشمة والتقيد بالزي المحتشم الذي لا يثير الفتنة أو يجذب الانتباه بشكل مبالغ فيه.

الذهاب من طريق والعودة من آخر

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ )كما ورد في الحديث الذي رواه البخاري. وأفيد أنه كان يتجه ماشياً إلى المكان المخصص للصلاة بدون أذان أو إقامة، ثم يعود ماشياً عبر طريق آخر.

قيل إن هذا الفعل ليشهد له الطريقان يوم القيامة، وأن الأرض ستشهد أيضاً عما كان يعمل عليها من خير وشر. وأيضاً قيل أنه لإظهار شعائر الإسلام في كلا الطريقين، وأنه قد يكون لإظهار ذكر الله، ولإغاظة المنافقين واليهود، وليرهبهم بكثرة من الناس الذين معه. وقد يكون للقيام بالأمور الضرورية للناس كالاستفتاء والتعليم والإرشاد والصدقات على المحتاجين، أو لزيارة الأقارب وتقوية الرحم.

عبارات تهنئة عيد الفطر التي يتبادلها الناس:

• كل عام وأنتم بخير
• تقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح الأعمال
• عيد مبارك
• عيد فطر سعيد
• عساكم من عواده
• عيد سعيد أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات.