تعريف الشاعر
امرؤ القيس هو واحد من أشهر الشعراء في العصر الجاهلي، وهو من قبيلة كندة. وُلد حوالي عام 500 ميلادي وتوفي في حوالي عام 540 ميلادي. يعتبر امرؤ القيس من أبرز شعراء المعلقات، وهي مجموعة من القصائد التي كانت تُعلّق على جدران الكعبة. كان يُعرف بشعره الغزلي الذي يعبر عن الحُب والحياة البدوية وأحياناً يستخدم الأساطير والرموز في شعره.
قصة القصيدة:
تبدأ القصيدة “لمن طلل أبصرته فشجاني” ل امرؤ القيس بتصوير مشهد طبيعي مأساوي، حيث يصف الشاعر منظر الأطلال الذي يثير في نفسه حزنًا عميقًا. ثم ينتقل الشاعر في قصيدته ليتحدث عن ذكريات الحب والألم والتجارب الشخصية، ويستخدم فيها تلميحات إلى الطبيعة والأحداث التي شكلت حياته.
لمن طلل أبصرته فشجاني – امرؤ القيس
لِمَن طَلَلٌ أَبصَرتُهُ فَشَجاني
كَخَطِّ زَبورٍ في عَسيبِ يَمانِ
دِيارٌ لِهِندٍ وَالرَبابِ وَفَرتَني
لَيالِيَنا بِالنَعفِ مِن بَدَلانِ
لَيالِيَ يَدعوني الهَوى فَأُجيبَهُ
وَأَعيُنُ مَن أَهوى إِلَيَّ رَواني
فَإِن أُمسِ مَكروباً فَيا رُبَّ بَهمَةٍ
كَشَفتُ إِذا ما اِسوَدَّ وَجهُ جَبانِ
وَإِن أُمسِ مَكروباً فَيا رُبَّ قَينَةٍ
مُنَعَّمَةٍ أَعمَلتُها بِكِرانِ
لَها مِزهَرٌ يَعلو الخَميسَ بِصَوتِهِ
أَجَشُّ إِذا ما حَرَّكَتهُ اليَدانِ
وَإِن أُمسِ مَكروباً فَيا رُبَّ غارَةٍ
شَهِدتُ عَلى أَقَبِّ رَخوِ اللَبانِ
عَلى رَبَذٍ يَزدادُ عَفواً إِذا جَرى
مِسَحٍّ حَثيثِ الرَكضِ وَالزَأَلانِ
وَيَخدي عَلى صُمٍّ صِلابٍ مَلاطِسٍ
شَديداتِ عَقدٍ لَيِّناتِ مَتانِ
وَغَيثٍ مِنَ الوَسمِيِّ حُوٍّ تِلاعُهُ
تَبَطَّنتُهُ بِشيظَمٍ صَلِتانِ
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعاً
كَتَيسِ ظِباءِ الحُلَّبِ الغَذَوانِ
إِذا ما جَنَبناهُ تَأَوَّدَ مَتنُهُ
كَعِرقِ الرُخامى اِهتَزَّ في الهَطَلانِ
تَمَتَّع مِنَ الدُنيا فَإِنَّكَ فاني
مِنَ النَشَواتِ وَالنِساءِ الحِسانِ
مِنَ البيضِ كَالآرامِ وَالأُدمِ كَالدُمى
حَواصِنُها وَالمُبرِقاتِ الرَواني
أَمِن ذِكرِ نَبهانِيَّةٍ حَلَّ أَهلُها
بِجِزعِ المَلا عَيناكَ تَبتَدِرانِ
فَدَمعُهُما سَكبٌ وَسَحٌّ وَدَيمَةٌ
وَرَشٌّ وَتَوكافٌ وَتَنهَمِلانِ
كَأَنَّهُما مَزادَتا مُتَعَجِّلٍ
فَرِيّانِ لَمّا تُسلَقا بِدِهانِ
تحليل عام للقصيدة:
الوصف والإطار العام:
تبدأ القصيدة بالحديث عن الأطلال، وهو موضوع شائع في الشعر الجاهلي يُستخدم للتعبير عن الحزن والفقدان. هنا، يصف الشاعر الأطلال بأنها مأساوية، كما يُشبهها بخطوط الزبور (الكتاب المقدس) على عسيب يماني، وهو نوع من النخيل.
الذكريات والحب:
الشاعر يسترجع ذكريات الحب والأوقات الجميلة التي قضاها، كما يتحدث عن مشاعره تجاه الحبيب وتجاوبه مع نداء الحب.
الرموز والتلميحات:
يستخدم الشاعر الكثير من الرموز والأوصاف الطبيعية للتعبير عن مشاعره وحالته النفسية. يُشَبِّه الأمطار بدموعه، ويصف معاناته بطرق مادية وحسية.
التقنيات الشعرية:
يمتاز شعر امرؤ القيس باستخدام أسلوب البديع والتشبيه والاستعارة، مما يضيف عمقًا وجمالًا للقصيدة. كما يعبر عن الألم والخسارة بشكل مؤثر.
الموضوعات الرئيسية:
تشمل القصيدة موضوعات الحب والفقدان والحزن، وتُبرز التناقضات بين الجمال والألم، بين الذكريات الجميلة والمعاناة الحالية.
هذه القصيدة تعكس جوانب من حياة امرؤ القيس، بما في ذلك تجاربه الشخصية وتفاعله مع العالم من حوله.