غشيتُ ديارَ الحي بالبكراتِ – امرؤ القيس
غشيتُ ديارَ الحي بالبكراتِ فَعَارِمَة ٍ فَبُرْقَة ِ العِيَرَاتِ
قصيدة “غشيتُ ديارَ الحي بالبكراتِ” للشاعر الجاهلي امرئ القيس، وهو من أشهر شعراء العصر الجاهلي. يُعتبر امرؤ القيس من رواد الشعر العربي القديم ومن أبرز شعراء المعلقات، وقد عُرف بشعره العاطفي والوصف الجميل للطبيعة والصيد. تتناول القصيدة ذكريات الشاعر وزيارته لأماكن كان يرتادها، مستعرضًا من خلالها مشاعر الحزن والأسى التي يعتريها بعد فراق أحبائه.
أبيات غشيتُ ديارَ الحي بالبكراتِ – امرؤ القيس
غشيتُ ديارَ الحي بالبكراتِ
فَعَارِمَة ٍ فَبُرْقَة ِ العِيَرَاتِ
فغُوْلٍ فحِلّيتٍ فأكنَافِ مُنْعِجٍ
إلى عاقل فالجبّ ذي الأمرات
ظَلِلْتُ، رِدائي فَوْقَ رَأسيَ، قاعداً
أعُدّ الحَصَى ما تَنقَضي عَبَرَاتي
أعِنّي على التَّهْمامِ وَالذِّكَرَاتِ
يبتنَ على ذي الهمِّ معتكراتِ
بليلِ التمام أو وصلنَ بمثله
مقايسة ً أيامها نكرات
كأني ورد في والقرابَ ونمرقي
على ظَهْرِ عَيْرٍ وَارِدِ الحَبِرَاتِ
أرن على حقب حيال طروقة
ٍ كذَوْدِ الأجيرِ الأرْبع الأشِرَاتِ
عَنيفٍ بتَجميعِ الضّرَائرِ فاحشٍ
شَتيمٍ كذَلْقِ الزُّجّ ذي ذَمَرَاتِ
ويأكلن بهمى جعدة ً حبشية
ً وَيَشرَبنَ برْدَ الماءِ في السَّبَرَاتِ
فأوردها ماءً قليلاً أنيسهُ
يُحاذِرْنَ عَمراً صَاحبَ القُتَرَاتِ
تَلِثُّ الحَصَى لَثّاً بسُمرٍ رَزِينَة
ٍ موازنَ لا كُزمٍ ولا معرات
ويَرْخينَ أذْناباً كَأنّ فُرُعَهَا
عُرَى خِلَلٍ مَشهورَة ٍ ضَفِرَاتِ
وعنسٍ كالواح الإرانِ نسأتُها
على لاحب كالبُرد ذي الحبرات
فغادَرْتُها من بَعدِ بُدْنِ رَزِيّة
ٍ تغالي على عُوج لها كدنات
وَأبيَضَ كالمِخرَاقِ بَلّيتُ خدَّهُ
وَهَبّتَهُ في السّاقِ وَالقَصَرَاتِ
تحليل القصيدة:
الموضوع:
القصيدة تتناول موضوعات متعددة تشمل:
الحنين إلى الماضي: يستعرض الشاعر حنينه للأماكن التي كان يرتادها مع أصدقائه وأحبائه.
الوصف الطبيعي: يقدم وصفًا دقيقًا للطبيعة والأماكن التي مر بها، ما يعكس قدرته على رسم الصور الشعرية الحية.
الحزن والأسى: يعبر الشاعر عن مشاعر الحزن والأسى التي تسيطر عليه بعد فراق أحبائه وتركه للأماكن التي كان يجد فيها السعادة.
الأسلوب:
الوصف التفصيلي: يستخدم الشاعر وصفًا تفصيليًا للأماكن والأشياء، مما يعزز من قوة الصورة الشعرية.
التكرار: يظهر التكرار في بعض الأبيات لزيادة التأكيد على مشاعر الشاعر.
التشبيهات: يستخدم الشاعر التشبيهات بشكل مكثف لوصف مشاعره والطبيعة المحيطة به.
الصور الشعرية:
“غشيتُ ديارَ الحي بالبكراتِ”: يستخدم الشاعر الفعل “غشيت” ليعبر عن زيارته للأماكن التي كانت مأهولة بالأحبة.
“أعُدّ الحَصَى ما تَنقَضي عَبَرَاتي”: يعبر عن الحزن العميق الذي يشعر به، حيث يجلس يعد الحصى في تأمل وحزن.
“كأني ورد في والقرابَ ونمرقي”: يشبه نفسه بالحيوان الذي يذهب إلى الماء، في إشارة إلى حالته المتعبة والمرهقة.
المعاني العميقة:
الحزن على الفراق: يظهر الحزن العميق لفراق الأحبة والأماكن التي كان يزورهم فيها.
الصراع الداخلي: يعكس الشاعر الصراع الداخلي بين ذكرياته الجميلة ومشاعره الحزينة.
الاستسلام للقدر: يتجلى في الأبيات استسلام الشاعر للقدر ومواجهته للمصاعب بروح صابرة.