عذابك يا ابنة السادات سهل – عنترة بن شداد
عذابُكِ يا ابْنة َ السَّاداتِ سَهْلُ وجور أبيك انصافٌ وعدل
تعريف الشاعر:
عنترة بن شداد هو أحد أشهر شعراء العرب في العصر الجاهلي، ويعتبر من أبطال العرب المعروفين بشجاعتهم. وُلد في قبيلة بني عبس وكان عبداً لأحد سادة القبيلة، لكنه تمكّن من تحقيق مكانة مرموقة بفضل شجاعته وبراعته في القتال. تُعتبر قصائد عنترة تجسيداً للبطولة والفخر والحب، حيث تعكس معاناته كعبد وكفاحه من أجل حريته ومكانته.
قصة القصيدة:
تتحدث القصيدة “عذابكِ يا ابنةَ السادات” عن مشاعر الحب والفخر والكرامة. يُخاطب الشاعر في هذه الأبيات حبيبته، مستعرضاً معاناته وآلامه بسبب الفراق، ويشير إلى الصراعات التي خاضها في حياته. تُظهر الأبيات تعبيراً قوياً عن الفخر والكرامة، وتظهر كيف يتعامل عنترة مع الهجوم والظلم. كما تعكس القصيدة الهوية العربية الأصيلة والكرامة التي يتمتع بها الشاعر.
عذابُكِ يا ابْنة َ السَّاداتِ سَهْلُ
وجور أبيك انصافٌ وعدل
فَجوروا واطلُبوا قَتلي وظُلمي
وتعذيبي فإني لاّ أمل
ولاَ أَلو وَلا أشفي الأَعادي
فساداتي لهمْ فَخْرٌ وفضلُ
أناسٌ أنزلونا في مكانٍ
من العلْياءِ فوقَ النَّجم يعلو
إذا جارُوا عَدَلنا في هَواهُمْ
وانْ عزُّوا لعزتهم نذلُّ
وكيف يكونُ لي عزمٌ وجسمي
تَرَاهُ قد بَقِيَ منْهُ الأَقلُّ
فيا طيرَ الأراكِ بحق ربّ
براكَ عساكَ تعلمُ أينَ حلوا
وتطلقُ عاشقاً من أسرِ قومٍ
لهُ في حبهم أسرٌ وغل
يُنادُوني وَخيلُ الموْت تجري:
محلُّك لا يُعادلهُ محلُّ
وقد أمسوا يعيبوني بأمي
وَلوني كلما عَقدوا وحَلُّوا
لقد هانَتْ صروفُ الدَّهر عندِي
وهانوا أهله عندي وقلوا
ولي في كلّ معرَكَة ٍ حديثٌ
إذا سمعت به الأبطالُ ذلوا
غللتُ رقابهمْ وأسرتُ منهمْ
وهمْ في عظم جمعهم استقلُّوا
وأحصنت النساءَ بحدَّ سيفي
وأعدائي لِعَظْمِ الخوفِ فُلُّوا
أثيرُ عجاجها والخيلُ تجري
ثقالا بالفوارس لاتملُّ
وأرجعُ وهى قد ولت خفافاً
محيَّرة ً من الشَّكوى تكلُّ
وأرضى بالإهانة ِ معَ أناسٍ
أراعيهمْ ولو قتلي أحلُّوا
وأصبرُ للحَبيبِ وإنْ جَفاني
وَلم أترُكْ هَواهُ وَلستُ أسلو
عسى الأيام تنعم بقريبٍ
وبَعْدَ الهَجْرِ مُرُّ العيشِ يَحلُو
تحليل القصيدة:
- موضوع الحب والكرامة: يبدأ الشاعر بالحديث عن عذاب الحبيبة ومعاناته بسبب الظلم. تعكس هذه المشاعر الصراع الداخلي الذي يعيشه بين حبه ومكانته الاجتماعية.
- الفخر والبطولة: يتحدث عن فخره بنسبه وقبيلته، ويشير إلى شجاعته في المعارك التي خاضها. يُظهر كيف أنه رغم الهجمات والظلم، لا يزال يحمل كبرياءه وفخره.
- المعاناة والألم: يُعبر الشاعر عن آلام الفراق ومعاناته بسبب حبه، مما يُظهر الجانب الإنساني العميق للشاعر بعيداً عن الصورة البطولية.
- توظيف الصور الشعرية: استخدم الشاعر الصور الشعرية بشكل رائع لتصوير مشاعره وأحاسيسه، مثل استخدامه للطير كرمز للحرية والشوق.
- الأسلوب: يتميز أسلوب عنترة بالقوة والبلاغة، حيث يستخدم الألفاظ القوية والصور المعبرة التي تضفي على القصيدة عمقًا وجمالية.
الخلاصة:
قصيدة “عذابكِ يا ابنةَ السادات” تعكس مزيجًا من المشاعر الإنسانية العميقة، بدءًا من الحب والفراق، وصولاً إلى الفخر والشجاعة. تعتبر تعبيرًا فنيًا عن التجربة الإنسانية ومكانة الشاعر في التاريخ العربي.