تعدّ ليلة القدر من أعظم الليالي في الإسلام، وقد منّ الله بها على المسلمين بفضلٍ عظيم ومغفرةٍ ورحمةٍ لا تُضاهى. ولأهميتها الكبيرة، يسعى المسلمون لاكتشاف علاماتها والتمييز بينها وبين غيرها من الليالي. تناقش هذه المقالة علامات ليلة القدر، التي تعد من أهم الليالي في شهر رمضان المبارك.
ما هي ليلة القدر؟
ما الحكمة من إخفاء ليلة القدر
تُعلّل إخفاء ليلة القَدْر وعدم تحديدها بغاية تشجيع المسلمين على الاستمرار في العبادة طوال العشر الأخيرة من شهر رمضان. هذا التحفيز يأتي لكي لا يقتصر الجهد العبادي على ليلة واحدة فقط، بل يكون موزعاً على فترة زمنية أطول. وبهذا يُشجع المسلمون على الاجتهاد والإخلاص في العبادة، وعلى المثابرة والاستمرارية فيها طوال العشر الأخيرة من رمضان.
فضل ليلة القدر
1. تنزيل أعظم الكتب وأشرفها، ففيها أنزل الله القرآن الكريم كهداية للناس، مما يعكس عُلوّ قَدرها ومنزلتها.
2 . يُغفَر فيها الذنوب ويكثر فيها العفو والغفران لمن قامها مُحتسباً الأجر من الله.
3 . تميزها ببركتها ووفرة الخيرات فيها، وكثرة الأجر والثواب للمسلم الذي يقومها.
4. يُعد العمل الصالح فيها أفضل من ألف شهر فيما سواها، والأجر والثواب فيها مُضاعَف بشكل كبير.
5 . تُقدّر فيها الأرزاق والآجال، وتكتب فيها الملائكة الحوادث والأعمال وكل ما هو كائن في السنة التي فيها ليلة القدر.
6 . تمتلئ بالسكينة والأمن والطمأنينة حتى طلوع شمسها، وتتنزّل الملائكة بالرحمة والسلامة والخير لأهل الطاعة والإيمان.
علامات ليلة القدر
يحرص المسلمون على متابعة ليلة القَدْر ومعرفة علاماتها التي تشير إلى وقوعها. ومن أبرز العلامات الدالة عليها:
1. طلوع الشمس دون شعاعٍ في صباح اليوم التالي لها؛ حيث يُلاحظ أن تَطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحَتِها مِثلَ الطَّسْتِ، لا شُعاعَ لها، حتى تَرتفِعَ. فيقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن الشمس حينها: (أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ لا شُعَاعَ لَهَا)
2 . تكون في ليلة وتر، أي فردية في العشر الأواخر من شهر رمضان، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “وَقَدْ رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في كُلِّ وِتْرٍ”.
3 . اعتدال الجوّ فيها؛ حيث لا تُوصف بالحرارة أو البرودة، بل تكون ليلة سمِحَةٌ وطَلِقَةٌ، وتُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ.
4 . تتميز ليلة القدر بالسكينة والطمأنينة، حيث يشعر المؤمنون براحة قلبية وإحساس داخلي بالاطمئنان إلى موافقتهم قيامها، نتيجة لاقترابهم من الله بالقربات والطاعات. وفي هذه الليلة، يتسابق المسلمون للقرب من الله والاجتهاد في العبادة. قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)
5 . النقاء والصفاء؛ حيث تكون الليلة صافية بَلِجَةٌ، كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنةٌ، دون وجود برد أو حرّ.
6 . نزول الملائكة أفواجاً؛ فتتنزّل الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فيها بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ، وتكثر وجود الملائكة على الأرض في تلك الليلة.
دعاء الرسول في ليلة القدر
في ليلة القدر، يُعتبر الدعاء من أفضل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلمون، حيث يُرجى فيها قبول الدعاء بشكل خاص. وقد ثبت أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يدعو في هذه الليلة، وكذلك في الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك، بدعاء معين علمه لزوجته عائشة – رضي الله عنها. فعنها قالت: (يا رسولَ اللَّهِ، أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو؟ قالَ: تقولينَ: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي).