يا بؤس للقلب بعد اليوم ما آبه – امرؤ القيس
يا بؤس للقلب بعد اليوم ما آبه
تعريف الشاعر:
امرؤ القيس بن حجر الكندي، أحد أشهر شعراء الجاهلية، وقد عاش في القرن السادس الميلادي. كان معروفاً بشعره الفصيح وصوره الشعرية الجميلة. كان حياته مليئة بالمغامرات والمآسي، وترك أثراً كبيراً في الشعر العربي.
قصة الأبيات:
هذه الأبيات تتعلق بشاعرية امرؤ القيس وتأملاته في حياة الحب والماضي. يتحدث الشاعر عن فترة بعد فقدان الحبيب وتأملات في الزمن والشيب، مسترجعاً ذكريات الأيام الخوالي والأوقات السعيدة التي قضياها معاً. يظهر الشاعر هنا حزنه على فقدان الحبيب وتأملاته في تغير الزمن وتأثيره على حياته.
الأبيات تعكس حالة من الاكتئاب والحنين، حيث يعبر الشاعر عن فقدان الحبيب وتأثير الشيب عليه. يرى الشاعر أن مشاعره قد تغيرت كثيراً وأصبح يعاني من مشاعر الحزن والألم نتيجة التغيرات التي طرأت على حياته.
أبيات يا بؤس للقلب بعد اليوم ما آبه – امرؤ القيس
يَا بُؤسَ لِلقَلْبِ بَعْد اليَوْمِ ما آبَهْ
ذِكرَى حَبيبٍ ببعضِ الأرْضِ قد رَابهْ
قالّتْ سُلَيْمى أرَاكَ اليومَ مُكْتَئِباً
والرَّأْسُ بَعدي رَأيتُ الشّيْبَ قد عابه
وحَارَ بَعْدَ سَوَادِ الرَّأْسِ جُمَّتَهُ
كمِعْقَبِ الرَّيطِ إذْ نَشَّرْتَ هُدَّابهْ
ومَرْقَبٍ تَسْكُنُ العِقْبانُ قُلَّتَهُ
أشْرَفْتُهُ مُسْفِراً والنَّفْسُ مُهْتَابَهْ
عَمْداً لأرْقُبَ مَا لِلجَوِّ مِنْ نَعَمٍ
فَناظِرٌ رائِحاً مِنْهُ وعُزَّابَهْ
وقدْ نَزَلْتُ إلى رَكْبٍ مُعَقَّلَةٍ
شُعْثِ الرُّووسِ كأنَّ فَوْقَهُمْ غابَهْ
لَمَّا رَكِبْنا رَفَعناهُنَّ زَفْزَفَةً
حَتى احْتَوَيْنَا سَوَاماً ثمَّ أرْبَابَهْ
تحليل للأبيات:
1- المعاني والأفكار:
الاكتئاب والحزن: تعبر الأبيات عن حالة الشاعر النفسية، حيث يشير إلى الحزن العميق الذي يشعر به بعد فقدان الحبيب.
الشيب والتقدم في العمر: يتحدث الشاعر عن الشيب الذي بدأ يظهر في رأسه، وهو رمزية للتقدم في العمر ولتغير الحياة.
الحنين إلى الماضي: الشاعر يسترجع ذكريات الماضي ويعبر عن ندمه وحنينه لتلك الأوقات السعيدة التي عاشها مع الحبيب.
الرمزية: استخدم الشاعر العديد من الرموز والأوصاف مثل “عِقْبان” و”سَوَام” ليدل على مشاعره وتجربته.
2- الأسلوب الشعري:
الصورة الشعرية: استخدم الشاعر الصور الشعرية التي تعكس الحالة النفسية والتجارب الشخصية.
الأسلوب التقليدي: الأبيات تستخدم الأسلوب التقليدي للقصيدة العربية الجاهلية، مع التركيز على الأوصاف والتشبيهات.
بوجه عام، يعكس هذا النص قوة تعبير الشاعر وعمق مشاعره تجاه التغيرات التي طرأت على حياته، ويظهر براعة امرؤ القيس في التعبير عن الحزن والحنين.