الحارث بن حلزةالعصر الجاهليِشعر

يا أيها المزمع ثم انثنى – الحارث بن حلزة

يا أَيُّها المُزمِعُ ثُمَّ اِنثَنى لا يَثنِكَ الحازي وَلا الشاحِجُ

تعريف الشاعر:

الحارث بن حلزة هو شاعر عربي قديم من العصر الجاهلي، يُعتبر من أبرز شعراء المعلقات. ينتمي إلى قبيلة بني عامر، وكان معروفًا بفصاحته وبلاغته. عاش في فترة الفتن والصراعات القبلية، وقد اشتهر بشعره الذي يعبر عن القيم الفروسية والشجاعة.

قصة القصيدة:

قصيدة “يا أيها المزمع ثم انثنى” هي من أشهر قصائد الحارث بن حلزة، وتُعتبر من قصائد الحكمة. قيل إن الشاعر قد نظمها في سياق الحديث عن التحذير من المخاطر والمواقف الصعبة التي يواجهها الفارس، وفيها دعوة لعدم الاستسلام للخوف أو القلق.

موضوع القصيدة:

تتناول القصيدة موضوع الشجاعة والثبات، حيث يتحدث الشاعر إلى الفارس (المُزمع) ويحذره من التردد والقلق. يذكر له أنه يجب أن يكون عازمًا وثابتًا في مواقفه، فلا يثنيه الخوف أو الغضب، لأن هذه المشاعر قد تؤدي إلى الفشل. كما يشير إلى أهمية اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب.

 

يا أَيُّها المُزمِعُ ثُمَّ اِنثَنى
لا يَثنِكَ الحازي وَلا الشاحِجُ
ولا قَعيدٌ أَغَضَبٌ قَرنُهُ
هاجَ لَهُ مِن مَرتَعٍ هائِجُ
قُلتُ لِعَمروٍ حينَ أَرسَلتُهُ
وَقَد حَبا مِن دُونِهِ عالِجُ
لا تَكسَعِ الشَولَ بِأَغبارِها
إِنَّكَ لا تَدري مَنِ الناتِجُ
قَد كُنتَ يَوماً تَرتَجي رِسلَها
فَأَطرِدَ الحائِلُ وَالدالِجُ
رُبَّ عِشارٍ سَوفَ يَغتالُها
لا مُبطِئُ السَيرَ وَلا عائِجُ
يُطيرُها شَلّاً إِلى أَهلِهِ
كَما يُطيرُ البَكَرَةَ الفالِجُ
بَينا الفَتى يَسعى وَيُسعى لَهُ
تيحَ لَهُ مِن أَمرِهِ خالِجُ
يَترُكُ ما رَقَّحَ مِن عَيشِهِ
يَعيثُ فيهِ هَمَجٌ هامِجُ
فاصبُب لأَضيافِكَ أَلبانَها
فَإِنَّ شَرَّ اللَبَنِ الوالِجُ
وَاعلَم بِأَنَّ النَفسَ إِن عُمِّرَت
يَوماً لَها مِن سَنَةٍ لاعِجُ
كَذاكَ لِلإِنسانِ في عَيشِهِ
غالِيَةٌ قامَ لَها ناشِجُ

 

تحليل القصيدة:

  1. التكرار: يبدأ الشاعر بنداء “يا أَيُّها المُزمِعُ” ليدعو الفارس، مما يعطي انطباعًا عن أهمية الرسالة التي يحملها. التكرار يضفي على النص طابعًا إنذاريًا.
  2. الصور البلاغية: استخدم الشاعر العديد من الصور البلاغية والتشبيهات لتوضيح أفكاره. مثلًا، يشبه الفارس بالـ “شَلّ” الذي يطير نحو أهله، مما يُبرز فكرة القوة والحيوية.
  3. المعاني: تحتوي القصيدة على معاني عميقة تتعلق بالشجاعة والثقة بالنفس. يؤكد الشاعر أن الإنسان يجب أن يتحلى بالإرادة القوية، وأن يُقبل على التحديات بشجاعة.
  4. المشاعر: تجسد القصيدة مشاعر الفخر والقوة، إذ يذكر الشاعر أن الفارس يجب ألا يخاف أو يتردد، بل أن يُظهر عزيمته وثباته.
  5. الحكمة: تحمل القصيدة الكثير من الحكم، مثل أهمية التحلي بالعزيمة وعدم الاستسلام للمصاعب، وتعتبر دعوة لتحمل المسؤولية والثقة بالنفس.

الخلاصة:

قصيدة “يا أَيُّها المُزمِعُ” تمثل رؤية الحارث بن حلزة للشجاعة والعزيمة في مواجهة التحديات، وتُعتبر مثالًا على بلاغة الشعر الجاهلي وقيم الفروسية التي كانت سائدة في تلك الفترة.

Aya Elkady

اهلاً بيكم وسعيدة لتشريفكم صفحتي على موقع مضمون دوت كوم، أية القاضي، كاتبة وصحفية، أكتب محتوى تعليمي وإخباري، مراعية احتياجات مختلف القراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل ِAdBlock Please disable AdBlock to get download links