العصر الجاهليِشعرعبيد بن الأبرص

تذكرت أهلي الصالحين بملحوب – عبيد بن الأبرص

تَذَكَّرتُ أَهلي الصالِحينَ بِمَلحوبِ فَقَلبي عَلَيهِم هالِكٌ جِدَّ مَغلوبِ

الشاعر: عبيد بن الأبرص

عبيد بن الأبرص هو شاعر عربي من العصر الجاهلي، يُعتبر من شعراء الطبقة الثانية بعد شعراء المعلقات. يُعرف بشعره الجميل، وقدرته على التصوير الدقيق للمشاعر والأماكن. كان له دور في تغذية التراث الشعري العربي بقصائد تعبر عن الفخر والحب والفراق والحنين.

قصة القصيدة:

قصيدة “تذكرت أهلي الصالحين بملحوب” تتحدث عن الحنين والشوق إلى الأهل والأصدقاء، وتعبّر عن مشاعر الفقد والذكريات الجميلة. يبدو أن الشاعر يسترجع ذكرياته عن أهل الخير والكرم، مشيرًا إلى صداقة الفتيان الذين يتمتعون بالشجاعة والكرم. يُظهر الشاعر من خلال هذه الأبيات جمال الأماكن التي عاش فيها، ويستخدم صورًا قوية لتعكس مشاعره العميقة.

 

تَذَكَّرتُ أَهلي الصالِحينَ بِمَلحوبِ
فَقَلبي عَلَيهِم هالِكٌ جِدَّ مَغلوبِ
تَذَكَّرتُ أَهلَ الخَيرِ وَالباعِ وَالنَدى
وَأَهلَ عِتاقِ الجُردِ وَالبِرِّ وَالطيبِ
تَذَكَّرتُهُم ما إِن تَجِفُّ مَدامِعي
كَأَن جَدوَلٌ يَسقي مَزارِعَ مَخروبِ
وَبَيتٍ يَفوحُ المِسكُ مِن حُجُراتِهِ
تَسَدَّيتُهُ مِن بَينِ سِرٍّ وَمَخطوبِ
وَمُسمِعَةٍ قَد أَصحَلَ الشُربُ صَوتَها
تَأَوّى إِلى أَوتارِ أَجوَفَ مَحنوبِ
شَهِدتُ بِفِتيانٍ كِرامٍ عَلَيهِمُ
حِباءَ لِمَن يَنتابُهُم غَيرُ مَحجوبِ
وَخِرقٍ مِنَ الفِتيانِ أَكرَمَ مَصدِقاً
مِنَ السَيفِ قَد آخَيتُ لَيسَ بِمَذروبِ
فَأَصبَحَ مِنّي كُلُّ ذَلِكَ قَد مَضى
فَأَيُّ فَتىً في الناسِ لَيسَ بِمَكذوبِ
وَقَد أَغتَدي في القَومِ تَحتي شِمِلَّةٌ
بِطِرفٍ مِنَ السيدانِ أَجرَدَ مَنسوبِ
كُمَيتٍ كَشاةِ الرَملِ صافٍ أَديمُهُ
مُفِجِّ الحَوامي جُرشُعٍ غَيرِ مَخشوبِ
وَخَيلٍ كَأَسرابِ القَطا قَد وَزَعتُها
بِخَيفانَةٍ تَنمي بِساقٍ وَعُرقوبِ
وَخَرقٍ تَصيحُ الهامُ فيهِ مَعَ الصَدى
مَخوفٍ إِذا ما جَنَّهُ اللَيلُ مَرهوبِ
قَطَعتُ بِصَهباءِ السَراةِ شِمِلَّةٍ
تَزِلُّ الوَلايا عَن جَوانِبِ مَكروبِ
لَها قَمَعٌ تَذري بِهِ الكورَ تامِكٌ
إِلى حارِكٍ تَأوي إِلى الصُلبِ مَنصوبِ
إِذا حَرَّكَتها الساقُ قُلتَ نَعامَةٌ
وَإِن زُجِرَت يَوماً فَلَيسَت بِرُعبوبِ
تَرى المَرءَ يَصبو لِلحَياةِ وَطولِها
وَفي طولِ عَيشِ المَرءِ أَبرَحُ تَعذيبِ

 

تحليل القصيدة:

  1. الموضوع:
    • تدور القصيدة حول الحنين إلى الماضي، وفقد الأهل والأصدقاء، وتقدير الشجاعة والكرم. يستخدم الشاعر أسلوب الاسترجاع ليعبر عن مشاعره تجاه الأهل، مما يُبرز قوة الروابط الإنسانية.
  2. الصور البلاغية:
    • يتضمن النص العديد من الصور البلاغية التي تُظهر الجمال الطبيعي والكرم الإنساني، مثل تصوير البيت الذي يفوح منه المسك، أو الأوتار التي تُعزف بصوت عذب.
  3. التكرار:
    • يتكرر استخدام كلمة “تذكرتُ” في الأبيات، مما يعكس عمق الحنين والشوق لدى الشاعر. هذا التكرار يُعزز الفكرة الرئيسية حول الذكريات.
  4. المشاعر:
    • تُعبّر الأبيات عن مشاعر مختلطة من الفخر والشجن، حيث يستذكر الشاعر الفتيان الكرام الذين كانوا معه، مما يُظهر تقديره للشجاعة والكرم في العلاقات الاجتماعية.
  5. الإيقاع:
    • القصيدة تتميز بإيقاع موسيقي جميل، حيث يتناغم الوزن والقافية لتعزيز الجمالية العامة للنص.

في الختام، تُعتبر هذه القصيدة تعبيرًا رائعًا عن الحنين والشوق، وتجسد أهمية الروابط الاجتماعية في حياة الإنسان، حيث يسترجع الشاعر ذكرياته مع الأهل والأصدقاء بأسلوب مؤثر.

Aya Elkady

اهلاً بيكم وسعيدة لتشريفكم صفحتي على موقع مضمون دوت كوم، أية القاضي، كاتبة وصحفية، أكتب محتوى تعليمي وإخباري، مراعية احتياجات مختلف القراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل ِAdBlock Please disable AdBlock to get download links