تريندات

ظاهرة “رورو البلد” و”سوزي الأردنية”.. كيف أصبحت الإساءة وسيلة للشهرة؟

في السنوات الأخيرة، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي ظهور شخصيات مثيرة للجدل، مثل “رورو البلد” و”سوزي الأردنية”، اللتين أصبحتا حديث السوشيال ميديا بفضل محتوى صادم يعتمد على السباب، الإهانات، والتصرفات غير اللائقة. الغريب في الأمر أن هذه الشخصيات لم تتعرض للعقاب أو الإقصاء، بل على العكس، حصدت شهرة واسعة ومتابعين بالملايين، وحققت مكاسب مالية ضخمة من وراء هذه الفيديوهات.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف ولماذا يحدث ذلك؟ لماذا يتابع الناس هذه النماذج رغم رفضهم لسلوكها؟ وهل انتشار مثل هذه الظواهر مجرد مصادفة، أم أنه جزء من تغيير أعمق في قيم المجتمع؟ في هذا المقال، نحاول تحليل الأسباب التي أدت إلى بروز هذه الشخصيات، وكيف أصبحت الشهرة على السوشيال ميديا مرهونة بالصخب والجدل بدلاً من الموهبة أو المحتوى الهادف.

كيف تنتشر هذه الظواهر السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي؟

أصبح من اللافت للنظر أن بعض الأشخاص يحققون شهرة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي رغم تقديمهم محتوى سلبي أو غير أخلاقي. تكررت مشاهد مهينة مثل فتاة تهين والدها علنًا، أو شاب يسبّ والدته أمام الجمهور، ورغم ذلك، يجدون أنفسهم في دائرة الضوء، يحققون ملايين المشاهدات، ويجنون الأرباح الطائلة.

لماذا يحدث ذلك؟

  1. الخوارزميات ودورها في نشر المحتوى
    تعتمد منصات التواصل الاجتماعي على خوارزميات تُفضّل المحتوى الذي يثير الجدل والتفاعل، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا. المحتوى المثير للصدمات يجذب المشاهدين، مما يجعله ينتشر بسرعة.

  2. البحث عن الربح السريع
    يكتشف بعض الأشخاص أن هذه الفيديوهات تحقق أرباحًا هائلة من الإعلانات والمشاهدات، مما يدفعهم إلى تقليدها والاستمرار فيها، حتى لو كان ذلك على حساب القيم الأخلاقية والمجتمعية.

  3. ضعف الرقابة القانونية والمجتمعية
    هناك غياب واضح للتشريعات التي تردع هذا النوع من السلوكيات أو تحاسب صُنّاع المحتوى الذين يروجون لها. حتى عندما يكون هناك استنكار اجتماعي، لا يتم اتخاذ خطوات فعلية لمنع هذه الظواهر.

  4. محاولات تغيير القيم والمبادئ
    يرى البعض أن هذه الظواهر ليست مجرد صدفة، بل ربما تكون جزءًا من محاولة ممنهجة لتفكيك القيم الأخلاقية للمجتمعات، والتأثير على الأجيال القادمة لتقبل سلوكيات غير مقبولة اجتماعيًا.

  5. الجمهور ودوره في انتشار المحتوى
    رغم استياء الكثيرين من هذه الفيديوهات، إلا أن البعض يشاركها ويعلق عليها، مما يزيد من انتشارها. فحتى الانتقادات السلبية تسهم في تعزيز شهرة صُنّاع هذا المحتوى.

ما الحل؟
لمواجهة هذه الظاهرة، يجب اتخاذ عدة خطوات:

  • زيادة الوعي المجتمعي حول خطورة متابعة هذا النوع من المحتوى.
  • فرض قوانين صارمة ضد من ينشر مواد تهين الأسرة أو تروج للانحراف الأخلاقي.
  • تغيير سلوك الجمهور بعدم التفاعل مع هذه الفيديوهات حتى لا تستمر في الانتشار.
  • دعم المحتوى الهادف والإيجابي ليكون هو الأكثر انتشارًا على المنصات.

في النهاية، استمرار هذه الظواهر يعتمد على الجمهور نفسه، فإذا رفض المجتمع دعم هذه النماذج، ستتلاشى تدريجيًا.

Osama Esmail

مبرمج وباحث في مجال السوشيال ميديا، أقوم بعمل محتوى حصري خاص في مجال السوشيال ميديا، أعمل لدى مضمون دوت كوم وعدة مواقع أخرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل ِAdBlock Please disable AdBlock to get download links