من يطلب الدهر تدركه مخالبه – النابغة الذبياني
مَن يَطلِبِ الدَهرُ تُدرِكهُ مَخالِبُهُ وَالدَهرُ بِالوِترِ ناجٍ غَيرُ مَطلوبِ
“من يطلب الدهر تدركه مخالبه” للشاعر الجاهلي النابغة الذبياني، وهي تعبر عن فلسفته وتفكيره حول الزمن والموت والمصير المحتوم للإنسان.
القصة الأبيات:
الأبيات تدور حول فلسفة النابغة الذبياني في الحياة والموت والزمن. الشاعر يعبر عن فكرة أن الزمن لا يرحم أحدًا، سواء كانوا عظماء أو بسطاء، وأن الموت هو النهاية الحتمية لكل إنسان. الشاعر يستخدم صورًا قوية مثل “مخالب الدهر” و”شدة الذئب” و”السهام القاتلة” ليعبر عن قوة الزمن وقدرته التدميرية.
من يطلب الدهر تدركه مخالبه – النابغة الذبياني
مَن يَطلِبِ الدَهرُ تُدرِكهُ مَخالِبُهُ
وَالدَهرُ بِالوِترِ ناجٍ غَيرُ مَطلوبِ
ما مِن أُناسٍ ذَوي مَجدٍ وَمَكرُمةٍ
إِلّا يَشُدُّ عَلَيهِم شِدَّةَ الذيبِ
حَتّى يُبيدَ عَلى عَمدٍ سَراتَهُمُ
بِالنافِذاتِ مِنَ النَبلِ المَصايِيبِ
إِنّي وَجَدتُ سِهامَ المَوتِ مُعرِضَةً
بِكُلِّ حَتفٍ مِنَ الآجالِ مَكتوبِ
تحليل الأبيات:
- مَن يَطلِبِ الدَهرُ تُدرِكهُ مَخالِبُهُ وَالدَهرُ بِالوِترِ ناجٍ غَيرُ مَطلوبِ
- في هذا البيت، يقول الشاعر إن من يتحدى الزمن أو يسعى للهروب منه سيجد أن الزمن يلاحقه ويقبض عليه بأنيابه. الدهر هنا هو رمز للزمن والمصير الذي لا يمكن للإنسان الهروب منه. واستخدام كلمة “مخالب” يعطي إيحاءً بالقوة والقدرة التدميرية للزمن. والشطر الثاني يؤكد أن الدهر لا يفلت من طالبه، مما يعني أن لا أحد ينجو من مصير الزمن.
- ما مِن أُناسٍ ذَوي مَجدٍ وَمَكرُمةٍ إِلّا يَشُدُّ عَلَيهِم شِدَّةَ الذيبِ
- في هذا البيت، يتحدث الشاعر عن الأناس الذين يتمتعون بالمجد والكرامة، وكيف أن الزمن يهاجمهم بشدة مثل الذئب. هذا البيت يعكس فكرة أن العظمة والمجد لا تحمي الإنسان من مصير الزمن وأن الزمن يقسو على الجميع بلا استثناء.
- حَتّى يُبيدَ عَلى عَمدٍ سَراتَهُمُ بِالنافِذاتِ مِنَ النَبلِ المَصايِيبِ
- الشاعر هنا يصور الزمن كقوة تقصد وتستهدف النخبة من الناس بقصد إبادتهم باستخدام السهام القاتلة. هذا البيت يعكس فكرة أن الزمن يختار ويقصد النخب والمميزين ليحطمهم، مما يعزز فكرة حتمية الموت والزوال.
- إِنّي وَجَدتُ سِهامَ المَوتِ مُعرِضَةً بِكُلِّ حَتفٍ مِنَ الآجالِ مَكتوبِ
- في هذا البيت الأخير، يعبر الشاعر عن إدراكه لحتمية الموت، ويصور سهام الموت على أنها تنتظر الجميع، وأن كل نهاية مكتوبة ومحتمة. هذه الفكرة تعبر عن فلسفة تقبل الموت والاعتراف بأنه جزء لا يتجزأ من الحياة.
التحليل العام:
النابغة الذبياني هنا يعبر عن أفكار عميقة تتعلق بالزمن والموت والمصير. الأبيات تحمل رسالة فلسفية عميقة حول حتمية الموت والزوال، وكيف أن الزمن لا يميز بين الناس في قوته وشدته. استخدام الشاعر للصور القوية والرمزية يجعل الأبيات ذات تأثير كبير وتعبر بوضوح عن فلسفته في الحياة.
هذه الأبيات تعكس نظرة النابغة الذبياني للحياة كرحلة نحو الموت المحتوم، وتعبر عن قبول هذه الحقيقة بأسلوب شعري بليغ وقوي.