لمن الديار عفون بالحبس – الحارث بن حلزة
لِمَنِ الدِيارُ عَفونَ بِالحَبسِ آياتُها كَمَهارِقِ الفُرسِ
تعريف الشاعر:
الحارث بن حلزة اليشكري هو شاعر جاهلي من قبيلة بكر بن وائل، اشتهر بشعره الفخم وأسلوبه المتين. يُعَدُّ من أشهر شعراء العرب في الجاهلية، وكان له دور كبير في تعزيز شأن قبيلته. عرف بأنه أحد أصحاب المعلقات، وقد اشتهرت معلقته كواحدة من أروع القصائد العربية القديمة، حيث ألقاها في حضرة الملك عمرو بن هند في مجلس معروف بــ”يوم البسوس”، الذي دار بين قبيلتي بكر وتغلب.
قصة القصيدة:
قصيدة “لمن الديار عفون بالحبس” تتناول أحداثًا ومواقف تعكس واقع الحياة في عصر الشاعر. يصف الشاعر فيها ديارًا قديمة مهجورة، ويستعرض مشاهدها التي تحكي عن زمن مضى، ثم يتحدث عن فرسان وجياد ومشاهد من المعارك.
موضوع القصيدة:
تتحدث القصيدة عن ديار قديمة مهجورة، حيث يرسم الشاعر صورة تلك الديار وكيف أنها أصبحت خالية لا يتبقى فيها إلا الآثار التي تدل على من مرّ بها. ينتقل الشاعر إلى وصف حالة الفراق واليأس، ويستمر في سرد ذكريات هذه الديار وعظمة سكانها السابقين. في النهاية، يعبر الشاعر عن آماله في العودة إلى تلك الأيام الماضية وعزّة القبيلة والكرم الذي كان موجودًا في الزمن السابق.
لِمَنِ الدِيارُ عَفونَ بِالحَبسِ
آياتُها كَمَهارِقِ الفُرسِ
لا شَيءَ فيها غَيرُ أَصوِرَةٍ
سُفعِ الخُدودِ يَلُحنَ في الشَمسِ
وَغَيرُ آثارِ الجِيادِ بِأَعراضِ
الخِيامِ وَآيَةِ الدَعسِ
فَحَبَستُ فيها الرَكبَ أَحدُس فيُ
جُلِّ الأُمورِ وَكُنتُ ذا حَدسِ
حَتّى إِذا التَفَعَ الظِباءُ بِأَطرافِ
الظِلالِ وَقِلنَ في الكُنسِ
وَيَئِستُ مِمّا كانَ يُطمِعُني
فيها وَلا يُسليكَ كَاليَأسِ
أَنمِي إِلى حَرفٍ مُذَكَّرَةٍ
تَهِصُ الحَصا بمَواقِعٍ خُنسِ
خَذِمٍ نَقائِلُها يَطِرنَ كَأَقطاعِ
الفِراءِ بِصَحصَحٍ شَأسِ
أَفلا نُعَدِّيها إِلى مَلِكٍ
شَهمِ المَقادَةِ حازِمِ النَفسِ
فَإِلى ابنِ مارِيَةَ الجَوادِ وَهَل
شَروى أَبي حَسانَ في الإِنسِ
يَحبوكَ بِالزَعفِ الفَيوضِ عَلى
هَميانِها وَالدَهمِ كَالغَرسِ
وَبالسَبيكِ الصُفرِ يُعقِبُها
بِالآنِساتِ البِيضِ وَاللُعسِ
لا مُمسِكٌ لِلمالِ يُهلِكُهُ
طَلقُ النُجومِ لَدَيهِ كَالنَحسِ
فَلَهُ هُنالِكَ لا عَلَيهِ إِذا
رَغَمَت أُنوفُ القَومِ للِتَعسِ