العصر الجاهليالنابغة الذُّبيانيِشعر
لعمرك ما خشيت على يزيد – النابغة الذُّبياني
لَعَمرُكَ ما خَشيتُ عَلى يَزيدٍ مِنَ الفَخرِ المُضَلَّلِ ما أَتاني
قصة الأبيات:
“لعمرك ما خشيت على يزيد” تعبر عن قوة النابغة الذبياني في مواجهة الشتائم والإهانات، وتأثيره في المديح والشعر. يظهر النابغة كأحد الشعراء البارزين الذي لا يتأثر بالكلمات البذيئة أو الإهانات، ويظهر أيضًا كأحد المدافعين عن سمعة قومه وقيمهم. تشدد الأبيات على أهمية الأخلاق والأمانة وتنتقد الخيانة وعدم الأمانة.
النابغة الذبياني كان معروفاً بقدرته على التعبير عن الأفكار ببلاغة وسرعة، وهو ما يظهر بوضوح في هذه الأبيات التي تعكس قوة لغته ونفوذه.
لعمرك ما خشيت على يزيد – النابغة الذُّبياني
لَعَمرُكَ ما خَشيتُ عَلى يَزيدٍ
مِنَ الفَخرِ المُضَلَّلِ ما أَتاني
كَأَنَّ التاجَ مَعصوباً عَلَيهِ
لِأَذوادٍ أُصِبنَ بِذي أَبانِ
فَحَسبُكَ أَن تُهاضَ بِمُحكَماتٍ
يَمُرُّ بِها الرَويُّ عَلى لِساني
فَقَبلَكَ ما شُتِمتُ وَقاذَعوني
فَما نَزُرَ الكَلامُ وَلا شَجاني
يَصُدُّ الشاعِرُ الثَنيانُ عَنّي
صُدودَ البَكرِ عَن قَرمٍ هِجانِ
أَثَرتَ الغَيَّ ثُمَّ نَزَعتَ عَنهُ
كَما حادَ الأَزَبُّ عَنِ الظِعانِ
فَإِن يَقدِر عَلَيكَ أَبو قُبَيسٍ
تَمَطَّ بِكَ المَعيشَةُ في هَوانِ
وَتُخضَب لِحيَةٌ غَدَرَت وَخانَت
بِأَحمَرَ مِن نَجيعِ الجَوفِ آني
وَكُنتَ أَمينَهُ لَو لَم تَخُنهُ
وَلَكِن لا أَمانَةَ لِليَمانِ
تحليل القصيدة:
- الموضوع الأساسي:
- تتناول القصيدة مسألة الفخر والمظاهر الكاذبة والتفاخر الزائف. كما تتحدث عن الأمانة والخيانة، وتبرز شخصية النابغة كرمز للثقة بالنفس والقوة في مواجهة التهكم والإهانات.
- أسلوب النابغة:
- يتميز الأسلوب بالبلاغة والقوة، حيث يستخدم النابغة الصور الشعرية والرموز القوية لتوصيل أفكاره. هو بارع في استخدام الاستعارات والتشبيهات لتسليط الضوء على القيم الأخلاقية والانتقادات الاجتماعية.
- الرموز والصور:
- التاج ومعصوب: يُستخدم كرمز للتفاخر والمظاهر الزائفة. التاج هنا يمثل الفخامة الكاذبة، مما يشير إلى أن التفاخر ليس له قيمة حقيقية.
- أبو قُبَيس: جبل معروف في مكة، يُستخدم كرمز للصعوبة والهيبة. يشير إلى أن الحياة قد تكون صعبة وغير مريحة إذا لم يكن هناك نقاء حقيقي.
- اللحية الملطخة: تعبر عن الخيانة والغدر، وتُظهر كيف أن الخيانة تترك أثراً عميقاً ودامياً.
- المفاهيم الرئيسية:
- الفخر والمظاهر: ينتقد النابغة الأشخاص الذين يتفاخرون بمظاهرهم دون أن يكون لديهم قيمة حقيقية أو جوهر. يوضح أن التفاخر الباهت والمبالغات لا تعني شيئًا حقيقيًا.
- الأمانة والخيانة: يشير إلى أهمية الأمانة والوفاء، ويعبر عن خيبة أمله في أولئك الذين خانوا الأمانة. يُظهر كيف يمكن أن تؤثر الخيانة على الشخص وتعكر صفو حياته.
- التأثير الشخصي:
- تعكس القصيدة قوة شخصية النابغة وثقته بنفسه. فهو لا يتأثر بالإهانات والشتائم، ويظهر كيف أن الشعر والأدب يمكن أن يكونا وسيلة قوية للتعبير عن القيم والشخصية.
- الرسالة العامة:
- الرسالة الرئيسية للقصيدة هي دعوة للتفكر في قيمة الفخر الحقيقي مقابل المظاهر الزائفة، وكذلك أهمية الأمانة والوفاء. تعكس القصيدة كيف يمكن أن يكون للشعر تأثير قوي في توجيه الانتباه إلى القضايا الأخلاقية والاجتماعية.
القصيدة هي مثال بارز على مهارة النابغة الذبياني في التعبير عن القضايا الأخلاقية والاجتماعية من خلال استخدام الشعر كوسيلة للتعبير عن القيم والمبادئ.
