العصر الجاهليِشعرعبيد بن الأبرص

تبصر خليلي هل ترى من ظعائن – عبيد بن الأبرص

تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ سَلَكنَ غُمَيراً دونَهُنَّ غُموضُ

تعريف بالشاعر:

عبيد بن الأبرص هو شاعر عربي من العصر الجاهلي، ينتمي إلى قبيلة بني تميم. وُلد في منطقة العراق، ويعتبر من أبرز شعراء الفخر والمديح في ذلك الوقت. عُرف بشعره العاطفي والجريء، وغالبًا ما تناول في قصائده مواضيع الحرب، الفخر، والحب. كان له دورٌ في المعارك والنزاعات القبلية، وعُرف بمؤلفاته الشعرية التي تجمع بين الحكمة والجمال الفني.

كورسات الذكاء الاصطناعي والربح من الانترنت مجاناً - مضمون دوت كوم
كورسات الذكاء الاصطناعي والربح من الانترنت مجاناً – مضمون دوت كوم

قصة القصيدة:

تتحدث قصيدة “تبصر خليلي هل ترى من ظعائن” عن رحلة شاعرٍ يجوب فيها الصحاري ويصف جمال النساء وملامح الحياة في البادية. تتناول الأبيات مشاعر الشاعر تجاه حبيبته، بالإضافة إلى التأملات في الطبيعة والحياة الاجتماعية في زمنه. يُظهر الشاعر عواطفه وإعجابه بجمال الفتيات وخصوصًا العذارى، كما يُعبر عن شوقه للأرض والوطن.

 

تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
سَلَكنَ غُمَيراً دونَهُنَّ غُموضُ
وَفَوقَ الجِمالِ الناعِجاتِ كَواعِبٌ
مَخاميصُ أَبكارٌ أَوانِسُ بيضُ
وَبَيتِ عَذارى يَرتَمينَ بِخِدرِهِ
دَخَلتُ وَفيهِ عانِسٌ وَمَريضُ
فَأَقرَضتُها وُدّي لِأُجزاهُ إِنَّما
تَدُقُّ أَيادي الصالِحينَ قُروضُ
وَحَنَّت قَلوصي بَعدَ وَهنٍ وَهاجَها
مَعَ الشَوقِ يَوماً بِالحِجازِ وَميضُ
فَقُلتُ لَها لا تَضجَري إِنَّ مَنزِلاً
نَأَتني بِهِ هِندٌ إِلَيَّ بَغيضُ
دَنا مِنكِ تَجوابُ الفَلاةِ فَقَلِّصي
بِما قَد طَباكِ رِعيَةٌ وَخُفوضُ
إِذا جاوَزَت مِنها بِلاداً تَناوَلَت
مَهامِهَ بيداً بَينَهُنَّ عَريضُ
وَقَد ماجَتِ الأَنساعُ وَاِستَأخَرَت بِها
مَعَ الغَرزِ أَحناءٌ لَهُنَّ دُحوضُ
وَكُنَّ كَأَسرابِ القَطا هاجَ وِردَها
مَعَ الصُبحِ في يَومِ الحَرورِ رَميضُ
وَفِتيانِ صِدقٍ قَد ثَنَيتُ عَلَيهِمُ
رِدائي وَفي شَمسِ النَهارِ دُحوضُ
أَلَستُ أَشُقُّ القَولَ يَقذِفُ غَربُهُ
قَصائِدَ مِنها آبِنٌ وَهَضيضُ
أُغِصُّ إِذاً شَغبَ الأَلَدِّ بِريقِهِ
فَيَنطِقُ بَعدي وَالكَلامُ خَفيضُ
وَكَم مِن أَخي خَصمٍ تَرَكتُ وَما بِهِ
إِذا قُلتُ في أَيِّ الكَلامِ نُحوضُ
فَوَلَّيتُ ذا مَجدٍ وَأُعطيتُ مِسحَلاً
حُساماً بِهِ شَغبُ الأَلَدِّ نُهوضُ
قَطَعتُ بِهِ مِنكَ الحَوامِلَ فَاِنبَرَت
فَما بِكَ مِن بَعدِ الهِجاءِ نُهوضُ
صَقَعتُكَ بِالغُرِّ الأَوابِدِ صَقعَةً
خَضَعتَ لَها فَالقَلبُ مِنكَ جَريضُ
صَليتُم بِلَيثٍ ما يُرامُ عَرينُهُ
أَبي أَشبُلٍ بَعدَ العِراكِ عَضوضِ
إِذا ما بَدا ظَلَّت لَهُ الأُسدُ عُكَّفاً
فَهُنَّ حِذارَ المَوتِ مِنهُ رُبوضُ
تَرى بَينَ مَوقوصٍ تَغَطمَطَ في الرَدى
وَذي رَغبَةٍ يَرجو الحَياةَ نَحيضُ

 

تحليل القصيدة:

  1. البنية الفنية: تتميز القصيدة بعمق المشاعر وثراء الصور الشعرية. يتنقل الشاعر بين الوصف الدقيق للأماكن والأشخاص، مما يعطي القارئ إحساسًا بالانغماس في الأجواء التي يصفها.
  2. المواضيع:
    • الحنين والشوق: يُظهر الشاعر شوقه للأماكن والأحباء، وخاصة حين يتذكر حبيبته “هند” ومكانتها في قلبه.
    • الفخر والكرامة: يتحدث عن شجاعته في المعارك وكيف أظهر كفاءته في القتال، مما يُبرز الفخر القبلي.
    • الجمال والمرأة: يُظهر الشاعر إعجابه بجمال النساء في البادية، حيث تتجلى في الأبيات وصفاتهن المميزة.
  3. الأسلوب: استخدم الشاعر أسلوب الاستعارة والتشبيه، حيث تُستخدم الصور البلاغية لنقل المشاعر والأفكار بشكل أكثر تأثيرًا. مثلاً، يتحدث عن النساء كمخلوقات جميلة ورائعة.
  4. اللغة: تبرز في القصيدة اللغة العربية الفصحى، مع استخدامٍ لبعض المفردات الجاهلية التي تعكس بيئة الشاعر وثقافته. تمتاز الألفاظ بالعمق والجمال، مما يُعطي القصيدة طابعًا خاصًا.

الخلاصة:

قصيدة عبيد بن الأبرص تعكس مشاعر الشاعر وعواطفه تجاه الحب والوطن والشجاعة، بينما تقدم أيضًا وصفًا دقيقًا للحياة في البادية. تُظهر الصور الشعرية الجميلة واللغة القوية قدراته كشاعرٍ موهوب، وتبقى أعماله تحفةً أدبيةً تعبر عن الروح الجاهلية.

Aya Elkady

اهلاً بيكم وسعيدة لتشريفكم صفحتي على موقع مضمون دوت كوم، أية القاضي، كاتبة وصحفية، أكتب محتوى تعليمي وإخباري، مراعية احتياجات مختلف القراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل ِAdBlock Please disable AdBlock to get download links