العصر الجاهليِشعرعنترة بن شداد
هاج الغرام فدر بكأس مدام – عنترة بن شداد
هاجَ الغرامُ فدُرْ بكاس مُدام حتى تغيبَ الشَّمْسُ تَحتَ ظلاَمِ
مقدمة عن الشاعر:
عنترة بن شداد هو واحد من أبرز شعراء الجاهلية، وُلد في قبيلة بني عبس. يُعتبر رمزًا للفروسية والشجاعة، وقد اشتهر بقصائده التي تمجد الفروسية والحب. ينتمي إلى فترة العصر الجاهلي، وكان معروفًا بقصصه عن الغرام والحب، بالإضافة إلى قصائده الحماسية التي تتحدث عن الشجاعة والقتال. اشتهر أيضًا بلقب “عنترة” الذي يعكس قوته وبأسه.
قصة القصيدة:
قصيدة “هاج الغرام فدر بكأس مدام” تتحدث عن مشاعر الحب والشوق، حيث يعبر الشاعر عن عواطفه تجاه محبوبته، مشيرًا إلى ما يواجهه من صعوبات نتيجة الفراق. تُظهر القصيدة تفاعلاته مع الحب واللوم، حيث يتقبل اللوم ويعتبره صديقًا له. يتحدث عن أحلامه التي تجعله يشعر بقرب المحبوب حتى في غيابه. في النهاية، تشير إلى التحديات التي واجهها الشاعر في حياته، بما في ذلك الفراق، الذي كان له تأثير عميق عليه.
هاجَ الغرامُ فدُرْ بكاس مُدام
حتى تغيبَ الشَّمْسُ تَحتَ ظلاَمِ
ودع العوذال يُطنِبوا في عذلهم
فأَنا صديق اللَّومِ واللّوَّامِ
يدّنو الحبيبُ وإنْ تناءتْ دارهُ
عني بطيفٍ زارَ بالأحلام
فكأَنَّ مَنْ قَدْ غَابَ جاءَ مُواصلي
وكأَنَّني أُومي لهُ بسلاَم
ولقد لَقيتُ شدائداً وأوابداً
حتى ارتقيتُ إلى أعزِّ مقام
وقهرتُ أبطالَ الوعى حتى غدوا
جَرحى وقَتْلى منْ ضِرابِ حُسامي
ما راعنى إلاّ الفراق وجوره
فأَطَعْتُهْ والدهرُ طَوعُ زِمامي
تحليل القصيدة:
- الموضوع: تدور القصيدة حول الحب والفراق، حيث يعبر الشاعر عن شوقه وحنينه للمحبوبة.
- الأسلوب: يستخدم الشاعر أسلوبًا شعريًا غنائياً، مليئًا بالعواطف، حيث يتحدث بصوتٍ داخلي يعكس مشاعره المتناقضة بين الفرح والحزن.
- الصور البلاغية:
- التشبيه: يُستخدم التشبيه لتصوير مشاعر الشوق، مثل “كأنَّ من قد غاب جاء موصلاً”، حيث يُعبر عن الفرح الذي يشعر به الشاعر عند رؤية محبوبته حتى في الأحلام.
- الاستعارات: تُستخدم استعارات قوية لوصف القوة التي يمتلكها الشاعر، مثل “قهرتُ أبطالَ الوعى”، مما يدل على انتصاراته في المعارك.
- الوزن والقافية: القصيدة تتبع الوزن الشعري التقليدي مع قافية واضحة، مما يعكس جمال اللغة العربية في الشعر الجاهلي.
- المشاعر المتناقضة: يظهر في القصيدة تناقض بين القوة والضعف، حيث يعبر الشاعر عن شجاعته في المعارك لكنه أيضًا يظهر ضعفه أمام الحب.
- الختام: القصيدة تعكس رحلة الشاعر بين الحب والشجاعة، مما يجعلها واحدة من أبرز الأعمال الأدبية في الشعر الجاهلي، حيث تبرز جماليات اللغة العربية وعمق المشاعر الإنسانية.