جلبنا الخيل من جنبي أريك – عمرو بن كلثوم
جَلَبنا الخَيلَ مِن جَنبَي أَريكٍ إِلى القَلَعاتِ مِن أَكنافِ بَعرِ
تعريف الشاعر عمرو بن أم كلثوم:
عمرو بن أم كلثوم التغلبي هو أحد أبرز شعراء الجاهلية وفرسانها، اشتهر بشعره الحماسي والفخر بالنفس والقبيلة. وُلد في نجد (تقريبًا 525 م) وينتمي إلى قبيلة تغلب بن وائل، التي كانت على خلاف دائم مع قبيلة بكر بن وائل. برع في الشعر منذ صغره واشتهر بقصيدته المعلقة الشهيرة، والتي تعتبر من أشهر القصائد في الأدب العربي الجاهلي. قُتل عمرو بن أم كلثوم حوالي عام 584 م.
قصة الأبيات:
“جلبنا الخيل من جنبي أريك” هي جزء من إحدى قصائد الفخر والحماسة التي كتبها عمرو بن أم كلثوم. غالبًا ما تتناول قصائده موضوعات تتعلق بالقبيلة والفروسية والنصر في المعارك. تُظهر الأبيات المذكورة فخر الشاعر بقبيلته وخيولهم السريعة والمجربة في المعارك، وكذلك الشجاعة التي يتمتع بها أفراد قبيلته في مواجهة الأعداء.
جلبنا الخيل من جنبي أريك – عمرو بن كلثوم
جَلَبنا الخَيلَ مِن جَنبَي أَريكٍ
إِلى القَلَعاتِ مِن أَكنافِ بَعرِ
ضَوامِرَ كِالقِداحِ تَرى عَلَيها
يَبيسَ الماءِ مِن حُوٍّ وَشُقرِ
نَؤُمُّ بِها بِلادَ بَني أَبينا
عَلى ما كانَ مِن نَسَبٍ وَصِهرِ
تُجاوِبُ في جَوانِبِ مُكفَهِرٍّ
شَديدٍ رِزُّهُ كَاللَيلِ مَجرِ
صَبَحناهُنَّ حَرّابَ بنَ قَيسٍ
وَجَعدَةَ مِن بَني كَعبِ بنِ عَمرِو
كَأَنَّ الخَيلَ أَيمَنَ مِن أَباضٍ
بِجَنبِ عُوَيرِضٍ أَسرابُ دَبرِ
إِذا سَطَعَ الغُبارُ خَرَجنَ مِنهُ
سَواكِنَ بَعدَ إِبساسٍ وَنَقرِ
مُجَرَّبَةً عَلَيها كُلُّ ماضٍ
إِلى الغَمَراتِ مِن جُشَمِ بنِ بَكرِ
تحليل الأبيات:
القصيدة تتسم بالعديد من الخصائص التي تجعلها نموذجًا للأدب الجاهلي:
1- الفخر والاعتزاز:
يتجلى في القصيدة الفخر بشجاعة الشاعر وقبيلته، ويبرز بشكل واضح من خلال وصف المعارك والخيول والتحضير للحرب.
2- الوصف الدقيق:
يعمد الشاعر إلى وصف الأحداث والأماكن والخيول بطرق بليغة ومؤثرة، مما يساعد على نقل صورة حية للقارئ عن المعركة وأجوائها.
3- اللغة القوية:
استخدم عمرو بن كلثوم لغة قوية وجزلة تعبر عن القوة والشجاعة، وهذا أمر شائع في الشعر الجاهلي الذي يُعنى بتمجيد القوة والبطولة.
4- الإيقاع الموسيقي:
تتميز القصيدة بالإيقاع الموسيقي القوي الذي يزيد من تأثير الأبيات على المستمع أو القارئ، مما يجعلها تنطبع في الذاكرة بسهولة.
5- التفاعل مع الطبيعة:
يصف الشاعر الخيل والبيئة المحيطة بطريقة تبرز التفاعل بين الإنسان والطبيعة في تلك الحقبة الزمنية، حيث كانت الخيل جزءًا لا يتجزأ من حياة العرب في الصحراء.
هذه الأبيات هي تجسيد لفخر الشاعر بقبيلته وتاريخها الحافل بالبطولات، وتظهر لنا جزءًا من ثقافة العرب في العصر الجاهلي وأهمية الفخر والانتماء القبلي في تلك الحقبة الزمنية.