قصيدة إذا ألقى الزمان عليك شراً – الشاعر اليمني عبدالغفور عبدالله
فرب الكون ما أبكاك إلا لتعلم أن بعد العسر يسرا
قصيدة “إذا القى الزمان عليك شراً” للشاعر الشاعر اليمني عبدالغفور عبدالله، تعتبر واحدة من أبرز القصائد في الأدب العربي الحديث. تتميز هذه القصيدة بعمق معانيها وصورها الشاعرية القوية التي تعبر عن تجارب الحياة ومرارتها. تتناول القصيدة قضايا الحزن والألم والصمود أمام الابتلاءات التي يواجهها الإنسان في مسيرته في هذه الحياة.
تفيض القصيدة بالمشاعر الصادقة والتعبيرات الجميلة التي تلامس قلوب القراء وتحاكي معاني اليأس والأمل في آن واحد. يظهر فيها انعكاس صوت الشاعر الذي يعبر عن مشاعر الاستياء والتحدي أمام تحديات الزمان وصعوبات الحياة.
يرجى العلم، بأن هذه القصيدة نُسبت خطأً للشاعر القدير إيليا أبو ماضي، والذي توفى في خمسينيات القرن الماضي، وذلك لجمال التعبيرات البلاغية بها، ولكن سرعان ما تم العلم بحقيقة الشاعر المبدع عبد الغفور عبد الله، وأنه صاحب القصيدة الأصلي، وفي هذه المقدمة، سنقوم بتسليط الضوء على جمالية اللغة وعمق المعاني في هذه القصيدة، وكيف أنها تعكس صورة معبرة عن التجارب الإنسانية الجامحة والمتنوعة التي قد تواجهنا في مسارنا الحياتي. سنناقش أيضًا كيف تجسد القصيدة الثقة في قدرة الإنسان على التحمل والصمود في وجه الصعاب، وتجلي الأمل والإيمان بأن هناك غدًا أفضل بعد العتمة واليأس.
كلمات قصيدة إذا ألقى الزمان عليك شراً – الشاعر اليمني عبدالغفور عبدالله
إذا ألقى الزمان عليك شرا
وصار العيش في دنياك مرا
فلا تجزع لحالك بل تذكر
كم أمضيت في الخيرات عمرا
وإن ضاقت عليك الأرض يوماً
وبت تئن من دنياك قهراً
فرب الكون ما أبكاك إلا
لتعلم أن بعد العسر يسرا
وإن جار الزمان عليك فاصبر
وسل مولاك توفيقا وأجرا
لعل الله أن يجزيك خيرا
ويملأ قلبك المكسور صبرا
وإن شن البغاة عليك حرباً
وأجروا من دم الأحرار نهرا
فلا تحزن فربك ذو انتقامٍ
سيصنع من دم الابطال نصرا
وإن فرض الطغاة عليك ذلاً
فلا تخضع وعش دنياك حرا
وقل يانفس لي ربُ كريمُ
سيسلخ من ظلام الليل فجرا
وإن جار الصديق عليك ظلماً
وقابلك بالوفاء بعدا وهجرا
فلا تحزن عليه وعش عزيزاً
فقد كنت الوفي وكفاك فخرا
وإن صفت الحياة عليك فاحذر
فَرُبَّ بليةٍ تأتيك غدرا
فكم من مترفٍ بالمال فيها
فأصبح يرتدي ذلا وفقرا
وكم في الناس ذو ملك عظيمٍ
وقد ملك الدنا براً وبحرا
فبعد العز وافته المنايا
وأدخل في ظلام الليل قبرا
هي الدنيا فلا تركن إليها
ولا تجعل لها في القلب قدرا
ومد يديك للرحمن دوماً
فربك لن يرد يديك صفرا