العصر الجاهليالنابغة الذُّبيانيِشعر

بانت سعاد وأمسى حبلها انجذما – النابغة الذبياني

بانَتْ سُعادُ وأمْسَى حَبلُها انجذما و احتلتِ الشرعَ فالأجزاعَ من إضما

قصيدة “بانت سعاد” للنابغة الذبياني تعد واحدة من القصائد الشهيرة في الأدب العربي، وتحكي قصة عشق وشوق ورحيل الحبيبة.

قصة القصيدة:

تتحدث القصيدة عن الفراق والحب الذي كان يعيشه الشاعر مع حبيبته “سعاد”، وكيف رحلت وتركته. يبدأ الشاعر بوصف حالة الفراق والحنين لحبيبته، وكيف أن حبل الوصل بينهما انقطع. يستخدم الشاعر الألفاظ والعبارات لوصف جمال سعاد وفضائلها، وكيف أنها كانت تحتل مكانًا مميزًا في قلبه.

كورسات الذكاء الاصطناعي والربح من الانترنت مجاناً - مضمون دوت كوم
كورسات الذكاء الاصطناعي والربح من الانترنت مجاناً – مضمون دوت كوم

موضوع القصيدة:

القصيدة تتناول موضوعات متعددة مثل الحب والفراق والوفاء، والتمسك بالقيم والأخلاق. كما أن الشاعر يصف في أبيات عديدة كيف أن حبه لسعاد لم يكن مجرد تعلق مادي بل هو حب مبني على الاحترام والتقدير والذكريات الجميلة.

 

بانت سعاد وأمسى حبلها انجذما – النابغة الذبياني

بانَتْ سُعادُ، وأمْسَى حَبلُها انجذما،
و احتلتِ الشرعَ فالأجزاعَ من إضما
إحْدى بَلِيٍّ، وما هامَ الفُؤادُ بها،
إلاّ السفاهَ، وإلاّ ذكرة ً حلما
ليستْ منَ السودِ أعقاباً إذا انصرفتْ
، ولا تبيعُ، بجنبيْ نخلة، البرما
غراءُ أكملُ منْ يمشي على قدم
حُسْناً وأمْلَحُ مَن حاوَرْتَهُ الكَلِمَا
قالت: أراكَ أخا رَحْلٍ وراحِلَة ٍ،
تغشى متالفَ، لن ينظرنك الهرما
حياكِ ربي، فإنا لا يحلْ لنا
لهوُ النساءِ، وإنّ الدينَ قد عزما
مشمرينَ على خوصٍ مزممة ٍ
، نرجو الإلهَ، ونرجو البِرّ والطُّعَمَا
هَلاّ سألْتِ بَني ذُبيانَ ما حَسَبي
، إذا الدّخانُ تَغَشّى الأشمَطَ البَرما
وهَبّتِ الرّيحُ مِنْ تِلقاءِ ذي أُرُلٍ،
تُزجي مع اللّيلِ من صُرّادِها صِرَمَا
صُهبَ الظّلالِ أتَينَ التّينَ عن عُرُضٍ
يُزْجينُ غَيْماً قليلاً ماؤهُ شَبِمَا
يُنْبِئْكِ ذو عرِضهِمْ عني وعالمهُم
، وليسَ جاهلُ شيءٍ مثلَ مَن عَلِمَا
إنّي أُتَمّمُ أيساري، وأمْنَحُهُمْ
مثنى الأيادي، وأكسو الجفنة َ الأدما
واقطعُ الخرقَ بالخرقاءِ، قد جعلتْ
، بعدَ الكَلالِ، تَشكّى الأينَ والسّأمَا
كادَتْ تُساقِطُني رَحلي وميثرَتي
بذي المَجازِ، ولم تُحسِسْ به نَعَمَا
من قولِ حرِمِيّة ٍ قالتْ وقد ظَعَنوا:
هل في مخفيكمُ من يشتري أدما
قلتُ لها، وهيَ تسعى تحتض لبتها
: لا تحطمنكِ º إنّ البيعَ قد زرما
باتتْ ثلاثَ ليالٍ، ثم واحدة
ً، بذي المَجازِ، تُراعي مَنزِلاً زِيَمَا
فانشقّ عنها عمودُ الصبح، جافلة ً
، عدوَ الحوص تخافُ القانصَ اللحما
تَحيدُ عن أسْتَنٍ، سُودٍ أسافِلُهُ،
مشيَ الإماءِ الغوادي تحملُ الحزما
أو ذو وشومٍ بحوضي باتَ منكرساً
، في ليلة ٍ من جُمادى أخضَلتْ دِيَمَا
باتَ بحقفٍ من البقارِ، يحفزهُ
، إذا استَكَفّ قَليلاً، تُربُهُ انهدَمَا
مولي الريحِ روقيهِ وجبهتهُ
، كالهِبْرَقيّ تَنَحّى يَنفُخُ الفَحَمَا
حتى غدا مثلَ نصلِ السيفِ منصلتاً
، يَقْرُو الأماعِزَ مِنْ لبنانَ والأكَمَا

 

تحليل القصيدة:

  1. الافتتاحية (الفراق والشوق): الشاعر يبدأ القصيدة بوصف حالته بعد رحيل سعاد، حيث أن الفراق جعله يعيش في حالة من الحزن والحنين. كلمة “بانت” تعني انفصلت أو رحلت، وهي تعبر عن الفراق الشديد الذي يشعر به.
  2. وصف الحبيبة: الشاعر يصف سعاد بأنها غراء، أي ذات جمال آسر وكاملة في صفاتها. يستخدم تعابير قوية ليرسم صورة مثالية لسعاد، مشيرًا إلى أنها الأفضل بين النساء.
  3. الحوار مع الحبيبة: الشاعر يذكر حوارًا دار بينه وبين سعاد، حيث تعاتبه على بعض تصرفاته وتصفه بأنه دائم الرحيل والمغامرات. يرد عليها بأنه ملتزم بالقيم والأخلاق ولا يلهو بالنساء.
  4. القيم والأخلاق: الشاعر يؤكد في أبياته على التزامه بالقيم والأخلاق العالية، وأنه لا يتبع أهواءه بل يسعى للخير والطعام الحلال. يظهر في الأبيات تأثير الدين والأخلاق على سلوك الشاعر.
  5. وصف الأحوال الجوية والطبيعة: الشاعر يستخدم الطبيعة كرمز لحالته النفسية، حيث يصف الرياح والأمطار وكأنها تعكس مشاعره الداخلية. هذه الصور الطبيعية تضيف عمقًا للقصيدة وتجعل القارئ يشعر بحالة الشاعر.
  6. الكَرَم والعطاء: في الأبيات الأخيرة، يذكر الشاعر أنه دائم الكرم والعطاء، وأنه لا يتردد في مساعدة الآخرين. هذه الصفة تعكس مكانته الاجتماعية وفضائله.

التحليل الأدبي:

  • اللغة والصور البلاغية: استخدم النابغة الذبياني لغة غنية بالصور البلاغية، مثل الاستعارات والتشبيهات التي أضفت جمالًا على القصيدة. الصور المستخدمة تعكس بدقة مشاعر الشاعر وتعبر عن حالته النفسية.
  • الموضوعات والقيم: القصيدة تتناول موضوعات الحب والفراق، لكنها تبرز أيضًا قيم الشاعر وأخلاقه العالية. هذا التوازن بين العاطفة والأخلاق يجعل القصيدة عميقة ومعبرة.
  • النغمة والإيقاع: القصيدة مكتوبة بوزن بحري، مما يعطيها إيقاعًا موسيقيًا جميلًا. النغمة الحزينة والمشتاقة تتناسب مع موضوع الفراق وتعزز من تأثير القصيدة على القارئ.

الخاتمة:

قصيدة “بانت سعاد” للنابغة الذبياني هي تحفة أدبية تعكس مشاعر الشاعر العميقة وأخلاقه العالية. استخدام الصور البلاغية واللغة الغنية جعلها واحدة من القصائد الخالدة في الأدب العربي.

Aya Elkady

اهلاً بيكم وسعيدة لتشريفكم صفحتي على موقع مضمون دوت كوم، أية القاضي، كاتبة وصحفية، أكتب محتوى تعليمي وإخباري، مراعية احتياجات مختلف القراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل ِAdBlock Please disable AdBlock to get download links