حرائق كاليفورنيا تلتهم قصرًا تاريخيًا في هوليوود: مئة عام من التاريخ تتحول إلى رماد
مأساة تاريخية في قلب هوليوود، اجتاحت حرائق الغابات المدمرة مدينة لوس أنجلوس، لتأتي على قصر تاريخي يعود لأكثر من 100 عام، والذي كان يُستخدم في صناعة السينما والبرامج التلفزيونية في هوليوود. هذا القصر، الذي يُعد من أبرز المواقع الإنتاجية، كان شاهدًا على تاريخ السينما الأمريكية، إلا أن ألسنة اللهب لم ترحم عراقة الماضي.
قصر أندرو ماكنالي: مئوية من الذكريات السينمائية
يقع القصر في منطقة ألتادينا بمقاطعة لوس أنجلوس، وقد تم بناؤه في القرن التاسع عشر بواسطة أندرو ماكنالي، أحد مؤسسي شركة الخرائط الشهيرة (Rand-McNally). القصر كان يُستخدم في إنتاج العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية، منها فيلم (Kingdom Come) وبرنامج (Entourage). حتى أنه ظهر في فيلم (Seven Years Bad Luck) الذي أخرجه وكتبه ماكس ليندر قبل أكثر من قرن.
حرائق الغابات: خسائر تاريخية وثقافية
التقارير الأمريكية أكدت أن القصر دُمر بالكامل، مع صور تظهر المنزل وهو يحترق حتى النهاية. أحد عشاق الأفلام الذين زاروا القصر وصفه بأنه يحتوي على “غرفة جلوس تركية مزخرفة تُعد واحدة من أجمل أماكن المعيشة التي رأيتها على الإطلاق”. اختفاء هذا المعلم يُعتبر خسارة كبيرة للتاريخ الثقافي لمدينة لوس أنجلوس.
المناطق الأكثر تضررًا
منطقتا “باسيفيك باليساديس” و”إيتون” كانتا من بين الأكثر تضررًا، حيث أحرقت النيران منازل مشاهير مثل باريس هيلتون وجون جودمان، إلى جانب آلاف الأشخاص الذين دُمرت منازلهم بالكامل. يُضاف إلى ذلك أن النيران لم تتوقف عند الممتلكات الفردية، بل امتدت لتشمل مواقع تاريخية وثقافية.
أثر الحرائق على صناعة السينما والتلفزيون
القصر كان موقعًا متكررًا في مسلسل (Hacks)، حيث قال مدير مواقع التصوير، سكوت كرادولفر: “لقد صورنا هناك بداية الموسم الرابع. لكننا الآن لا نعلم إذا كنا سنتمكن من التصوير مرة أخرى تحت هذا السقف”. الشخصية الرئيسية في المسلسل، ديبورا فانس، لعبت دورها جين سمارت، والتي ربما لن تعود للظهور في هذا الموقع مجددًا.
باريس هيلتون تشارك حزنها
من بين المتضررين أيضًا النجمة باريس هيلتون، التي شاركت على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر منزلها المدمر، قائلة: “منزلنا كان هنا. 💔🥺” مشاعر الحزن التي عبرت عنها هيلتون تلخص ما يشعر به الكثير من سكان المنطقة، الذين فقدوا منازلهم وذكرياتهم.
خاتمة: التاريخ الذي لن يُنسى
حرائق كاليفورنيا الأخيرة ليست مجرد كارثة طبيعية، بل مأساة ثقافية وتاريخية. القصر الذي احتضن تاريخ السينما لعقود طويلة أصبح الآن ذكرى مؤلمة لعشاق هوليوود. ومع استمرار تهديد الحرائق لمناطق أخرى، يبقى السؤال: كم من التاريخ يمكن أن نخسره قبل أن نواجه هذه الظاهرة المتزايدة بجدية أكبر؟