حرائق كاليفورنيا: قنبلة نووية تدمر لوس أنجلوس| كارثة طبيعية أم فشل إداري؟
الكارثة التي ضربت كاليفورنيا، حرائق هائلة اجتاحت مقاطعة لوس أنجلوس، متسببة في خسائر وصفها قائد شرطة المقاطعة، روبرت لونا، بأنها أشبه بسقوط “قنبلة ذرية”. الحصيلة الأولية بلغت 10 قتلى، فيما تتوقع السلطات ارتفاع عدد الضحايا مع استمرار جهود التعرف على هوياتهم وإبلاغ ذويهم.
خسائر بشرية ومادية لا مثيل لها
لم تقتصر الحرائق على تدمير المنازل فحسب، بل امتدت لتشمل كنائس، معابد، مدارس، مكتبات، ومتاجر. في حي ماليبو الشهير، اختفت المنازل المطلة على المحيط، تاركة وراءها مشاهد من الرماد والدمار. وفقًا لشركة “أكيو ويذر”، بلغت تقديرات الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الحرائق بين 135 و150 مليار دولار.
الرياح: الوقود الخفي وراء الكارثة
رياح “سانتا آنا” لعبت دورًا رئيسيًا في تفاقم الوضع. هذه الرياح الجافة، التي تصل سرعتها إلى 160 كيلومترًا في الساعة، تزيد من اشتعال الحرائق وانتقالها بسرعة بين المناطق. وفقًا لعالم المناخ دانيال سوين، هذه الحرائق قد تكون الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.
خسائر المشاهير والمناطق الراقية
امتدت النيران إلى حي “باسيفيك باليساديس” الراقي، موطن الملايين والمشاهير. منازل نجوم مثل ميل جيبسون، جيف بريدجز، وباريس هيلتون تحولت إلى رماد. بينما تمكن رجال الإطفاء من السيطرة على النيران في هوليوود، إلا أن الخسائر تركت أثرًا عميقًا على صناعة السينما ومعالم المنطقة.
السياسة والحرائق: ترامب يهاجم الديمقراطيين
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب استغل الكارثة لمهاجمة الديمقراطيين، خاصة حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم. ترامب وصف إدارة نيوسوم وبايدن بأنها “غير كفؤة”، مهددًا بقطع المساعدات الفيدرالية إذا عاد إلى البيت الأبيض. بينما أكدت تصريحات ترامب وجود نقص في المياه، أشار خبراء إلى أن معظم المياه تُستخدم في الزراعة، وليس للحفاظ على الأنواع البيئية كما زعم.
أسباب الحرائق والقبض على المشتبه بهم
يُعتقد أن ماسًا كهربائيًا كان السبب الرئيسي وراء الحرائق، مع تاريخ طويل لحرائق الغابات الناتجة عن خطوط الكهرباء. اعتقلت شرطة لوس أنجلوس عدة أشخاص للاشتباه في إشعال الحرائق، بما في ذلك “كينيت” في غرب المقاطعة. وفي سياق متصل، ألقت السلطات القبض على 20 شخصًا بتهمة النهب أثناء مكافحة النيران.
الاستجابة للكارثة: جهود مضنية وموارد محدودة
رئيس الإطفاء بالمقاطعة أكد أن الموارد المتاحة غير كافية لمواجهة حرائق بهذا الحجم. في منطقة “باليساديس”، تبين أن صنابير المياه غير صالحة للاستخدام، ما أعاق جهود الإطفاء. رغم ذلك، يواصل رجال الإطفاء مكافحة النيران في 5 مناطق رئيسية.
التحديات المستقبلية
بين الدمار الاقتصادي والبشري، والانتقادات الموجهة للسياسات الحكومية، تواجه كاليفورنيا تحديًا كبيرًا في التعامل مع حرائق الغابات التي أصبحت أكثر تكرارًا وشدة بسبب التغير المناخي. الكارثة الحالية ستظل علامة فارقة في تاريخ الولاية، وسط دعوات لإعادة التفكير في استراتيجيات الوقاية وإدارة الكوارث.
كارثة طبيعية أم فشل إداري؟
بين الرياح والسياسة، وبين الجفاف والموارد المحدودة، تبقى حرائق كاليفورنيا شاهدًا على تضافر العوامل الطبيعية والبشرية لإحداث دمار شامل. السؤال الآن: هل يمكن للولاية أن تتعافى وتعيد بناء ما دمرته النيران؟