ودع أمامة والتوديع تعذير – النابغة الذبياني
وَدِّع أُمامَةَ وَالتَوديعُ تَعذيرُ وَما وَداعُكَ مَن قَفَّت بِهِ العيرُ
تعريف الشاعر:
النابغة الذبياني هو أحد أشهر شعراء العصر الجاهلي، وُلِد في قبيلة ذُبْيان، وكان يُعرف بلقب “النابغة” بسبب نبوغه في الشعر. يُعتبر النابغة من أبرز الشعراء في المدح والهجاء والرثاء، وله قصائد شهيرة تناولت مواضيع متعددة، بما في ذلك الغزل والفخر والحماسة. اشتهر بلغة شعرية قوية وأسلوب تصويري مميز.
قصة القصيدة:
قصيدة “ودع أمامة والتوديع تعذير” الفراق والوداع، حيث يتحدث الشاعر عن مشاعره تجاه أمامة، ويدعوها للوداع معبرةً عن عذابه لفراقها. يظهر فيها الألم الذي يشعر به الشاعر نتيجة لفراق أحبائه، وكذلك التحديات التي تواجهه في الحياة.
وَدِّع أُمامَةَ وَالتَوديعُ تَعذيرُ
وَما وَداعُكَ مَن قَفَّت بِهِ العيرُ
وَما رَأَيتُكَ إِلّا نَظرَةً عَرَضَت
يَومَ النِمارَةِ وَالمَأمورُ مَأمورُ
إِنَّ القُفولَ إِلى حَيٍّ وَإِن بَعُدوا
أَمسَوا وَدونَهُمُ ثَهلانُ فَالنيرُ
هَل تُبَلِّغنيهِمُ حَرفٌ مُصَرَّمَةٌ
أُجدُ الفَقارِ وَإِدلاجٌ وَتَهجيرُ
قَد عُرِّيَت نِصفَ حَولٍ أَشهُراً جُدُداً
يَسفي عَلى رَحلِها بِالحيرَةِ المورُ
وَقارَفَت وَهيَ لَم تَجرَب وَباعَ لَها
مِنَ الفَصافِصِ بِالنُمِّيِّ سِفسيرُ
لَيسَت تَرى حَولَها إِلفاً وَراكِبُها
نَشوانُ في جَوَّةِ الباغوثِ مَخمورُ
تُلقي الإِوَزّينَ في أَكنافِ دارَتِها
بَيضاً وَبَينَ يَدَيها التِبنُ مَنشورُ
لَولا الهُمامُ الَّذي تُرجى نَوافِلُهُ
لَقالَ راكِبُها في عُصبَةٍ سيروا
كَأَنَّها خاضِبٌ أَظلافَهُ لَهِقٌ
قَهدُ الإِهابِ تَرَبَّتهُ الزَنانيرُ
أَصاخَ مِن نَبأَةٍ أَصغى لَها أُذُناً
صِماخُها بِدَخيسِ الرَوقِ مَستورُ
مِن حِسِّ أَطلَسَ تَسعى تَحتَهُ شِرَعٌ
كَأَنَّ أَحناكَها السُفلى مَآشيرُ
يَقولُ راكِبُها الجِنِّيُّ مُرتَفِقاً
هَذا لَكُنَّ وَلَحمُ الشاةِ مَحجورُ
تحليل القصيدة:
تتكون القصيدة من عدة مقاطع تعكس شعور الحزن والحنين، حيث يتناول الشاعر فكرة الفراق بشكل عميق. إليك بعض الجوانب الرئيسية للتحليل:
- اللغة والأسلوب: يتميز أسلوب النابغة بالبلاغة والدقة في التعبير. استخدم الشاعر تعابير شاعرية تبرز مشاعره المعقدة.
- المعاني والرموز:
- الوداع: يرمز إلى الألم والفراق الذي يواجهه الشاعر.
- الإشارة إلى “العير”: تشير إلى القافلة وترك الأصدقاء.
- التفاصيل الوصفية: يتضمن الشاعر أوصافًا دقيقة للمناظر المحيطة، مما يعكس حالة الوداع والألم.
- الصور الشعرية: استخدم النابغة العديد من الصور الشعرية، مثل “الهُمام” و”الجِنِّي”، مما يُعطي القصيدة عمقًا إضافيًا ويعكس الحالة النفسية للشاعر.
- الزمن والمكان: تظهر بعض الإشارات إلى المكان والزمان، مما يعزز الإحساس بالحنين والذكرى. يُشير الشاعر إلى الأماكن التي تجمعه بأحبائه، مما يضيف بعدًا عاطفيًا للقصيدة.
- الختام: تنتهي القصيدة بتأكيد رغبة الشاعر في الاستمرار في الحياة رغم الألم، مما يعكس قوة الإرادة والحنين.
الخلاصة:
تُعتبر هذه القصيدة من أبرز أعمال النابغة الذبياني، حيث تجسد مشاعر الفراق والألم بعمق وبلاغة. تعكس التحديات التي يواجهها الشاعر في حياته وتُظهر أسلوبه الشعري الفريد.