العصر الجاهليِشعرعنترة بن شداد

فؤاد لا يسليه المدام – عنترة بن شداد

فؤادٌ لا يسلّيهِ المدامُ وجسمٌ لا يفارقهُ السَّقامُ

مقدمة عن الشاعر:

عنترة بن شداد هو واحد من أشهر شعراء العرب في العصر الجاهلي، وُلد في نجد في القرن السادس الميلادي. كان عنترة عبداً وابناً لأحد سادات قبيلته، لكنه أثبت شجاعته وبراعته في الفروسية، مما جعله يُعتبر رمزاً للفخر والشجاعة. عُرف شعره بشغفه وحبه، ويُعتبر من أبرز الشعراء الذين عبّروا عن العواطف الإنسانية وتجارب الحياة.

كورسات الذكاء الاصطناعي والربح من الانترنت مجاناً - مضمون دوت كوم
كورسات الذكاء الاصطناعي والربح من الانترنت مجاناً – مضمون دوت كوم

قصة القصيدة:

قصيدة “فؤاد لا يسليه المدام” تتحدث عنها تُظهر عمق مشاعر الشاعر وعواطفه تجاه حبيبته “عبله”، حيث يتحدث عن الألم والفراق الذي يشعر به. تبرز القصيدة صراعه الداخلي بين الحب والحنين وبين الصعوبات التي واجهها في حياته. تجسد القصيدة صورة مثالية للحب الجاهلي، حيث يُظهر عنترة مشاعره بقوة وجمالية، ويُعبر عن المعاناة التي يعيشها بسبب الفراق.

 

فؤادٌ لا يسلّيهِ المدامُ
وجسمٌ لا يفارقهُ السَّقامُ
وأجفانٌ تبيت مقرَّحاتٍ
تسيل دماً إذا جنَّ الظَّلام
وهاتفة ٌ شجتْ قلبي بصوتٍ
يلذُّ بهِ الفؤَادُ المستَهامُ
شُغِلْتُ بذكْرِ عَبلَة َ عنْ سوَاها
وَقُلْتُ لِصاحبي هذَا المَرام
وفي أرضِ الحِجازِ خِيامُ قَوْمٍ
حلال الوصل عندهم حرام
وبينَ قبابِ ذاكَ الحيِّ خَوْدٌ
رداحٌ لا يماط لها لثام
لها من تحت برْقُعِها عيونٌ
صِحاحٌ حَشْو جَفْنيها سَقامُ
وبينَ شِفافها مِسْكٌ عَبيرٌ
وكافورٌ يمازجهُ مُدام
فما للبدر إنْ سفرتْ كمالٌ
وما للغصنٍ إنْ خطرتْ قوام
يلذُّ غرَامُها والوجدُ عِندي
ومنْ يعْشَقْ يلَذ له الغرامُ
ألا يا عبلَ قد شَمِت الأعادي
بإبعادي وقد أَمِنو وناموا
وقد لاقيتُ في سفري أُموراً
تشيّبُ منْ له في المَهْدِ عامُ
وبعد العُسْر قد لاقيْتُ يُسراً
وملكاً لا يحيطُ به الكلامَ
وسلْطاناً لهُ كلُّ البرَايا
جنودٌ والزّمانُ لهُ غلام
يفيضُ عطاؤه من راحَتيْهِ
فما ندري أبَحْرٌ أم غمام
وقد خلَعَتْ عليه الشَّمْسُ تاجاً
فلا يغْشى مَعَالِمَهُ ظلاَمُ
جَواهرهُ النُّجومُ وفيه بدرٌ
أقلُّ صِفاتِ صورتِه التّمام
بنو نعشٍ لمجلسه سريرٌ
عليها والسَّماوات الخِيامُ
ولولا خوفهُ في كلِّ قطر
من الآفاق ما قَرَّ الحُسامُ
جميعُ النَّاس جسْمٌ وهْوَ رُوحٌ
به تَحيا المَفاصِلُ والعِظامُ
تُصَلِّي نحَوَهُ من كلِّ فَجٍّ
ملُوكُ الأَرْض وهْو لها إمامُ
قدمْ يا سيَّد الثقلين وابقى
مدى الأَيّام ما ناحَ الحمامُ

 

تحليل القصيدة:

الموضوعات:

  1. الحب والفراق: يبدأ الشاعر بالتعبير عن مشاعره الحزينة بسبب الفراق، حيث يُظهر كيف أن الحب يمكن أن يكون مصدراً للألم.
  2. الطبيعة: يتضمن النص الكثير من الصور الطبيعية التي تعكس جمال الحياة، لكنه يقابلها بألم الفراق.
  3. الشجاعة والفخر: يتميز شعر عنترة بالفخر والكرامة، حيث يشير إلى قوته واهتمامه بالشرف في سياق قصته.

الأسلوب:

  • اللغة: تُظهر القصيدة استخداماً رفيعاً للغة العربية، حيث تتنوع المفردات والتراكيب لتوفير صورة واضحة عن المشاعر.
  • الصور الشعرية: يستخدم الشاعر الاستعارات والتشبيهات لتقديم مشاعره، مما يزيد من جمالية القصيدة.
  • الإيقاع: تتميز القصيدة بإيقاع موسيقي يجذب القارئ، حيث يتنقل بين الأسطر بشكل سلس.

الدلالات:

  • المشاعر الإنسانية: تعكس القصيدة مشاعر الفراق والشوق، مما يجعلها تتصل بالعديد من القراء.
  • التقاليد الجاهلية: تعكس القصيدة القيم الجاهلية، مثل الشجاعة والكرامة، وكيف كانت تلك القيم تؤثر على العلاقات الشخصية.

الخاتمة:

قصيدة عنترة بن شداد تُعتبر واحدة من أهم الأعمال الشعرية التي تعبر عن الحب والفراق، حيث تجمع بين الشجاعة والمشاعر الإنسانية العميقة. تظل كلماتها ت resonant في قلوب القراء حتى يومنا هذا، مُشيدة بجماليات الشعر العربي القديم.

Aya Elkady

اهلاً بيكم وسعيدة لتشريفكم صفحتي على موقع مضمون دوت كوم، أية القاضي، كاتبة وصحفية، أكتب محتوى تعليمي وإخباري، مراعية احتياجات مختلف القراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل ِAdBlock Please disable AdBlock to get download links