يا طائر البان قد هيجت أشجاني – عنترة بن شداد
يا طائر البان قد هيَّجتَ أشجاني وزِدْتَني طرَباً يا طائرَ البانِ
مقدمة عن الشاعر
عنترة بن شداد هو واحد من أبرز الشعراء في العصر الجاهلي. وُلِد في قبيلة بني عبس، وهو ابن امرأة عبسية وأب من القبيلة ذاتها، وكان يعتبر عبداً، لكن شجاعته وفروسيته جعلته يتحرر ويكتسب شهرة واسعة. عُرف بشجاعته في المعارك وبقصائده الرائعة التي تعبر عن الحب والفخر والشجاعة والفراق. تتحدث أشعاره عن القيم القبلية والفخر بالنسب والشجاعة في الحرب، بالإضافة إلى الحب والشوق.
قصة القصيدة
القصيدة “يا طائر البان قد هيَّجتَ أشجاني” تُعتبر من أبرز قصائد عنترة، حيث يتحدث فيها عن معاناته من الفراق والشوق. يُخاطب الشاعر في هذه القصيدة طائر البان، الذي يرمز إلى الحزن والفراق، ويعبر عن مشاعره العميقة تجاه فقدان حبيبته. يتحدث عن الألم الذي يعيشه بسبب الفراق، ويطلب من الطائر أن يزيده من النواح، ليعبر عن حزنه بطريقة شعرية.
موضوع القصيدة
تتحدث القصيدة عن الحزن والشوق والفراق، حيث يعبر الشاعر عن مشاعره المؤلمة بسبب ابتعاد الحبيبة عنه. يستحضر عنترة ذكرياته مع حبيبته ويشكو للطائر عن أحزانه، معبراً عن الصراع الداخلي الذي يعاني منه نتيجة هذه المشاعر. تتنوع الصور الشعرية في القصيدة، مما يعكس عمق مشاعره وأحاسيسه.
يا طائر البان قد هيَّجتَ أشجاني
وزِدْتَني طرَباً يا طائرَ البانِ
إن كنتَ تندب إلفاً قد فجعتَ بهِ
فقد شجاكَ الذي بِالبينِ أشجاني
زدني من النَّوح واسعدني على حزني
حتى تَرى عجباً من فَيْضِ أجفاني
وقِفْ لتَنْظُرَ ما بي لا تَكنْ عَجِلاً
واحذَرْ لِنَفْسِكَ من أَنْفاسِ نيراني
وطرْ لعلك في ارض الحجازِ ترى
رَكْباً على عَالِجٍ أوْ دون نَعْمان
يسري بجارية ٍ تنهلُّ أدمعها
شوقاً إلى وطن ناءٍ وجيران
ناشدتُكَ الله يا طيرَ الحمامِ إذا
رأيتَ يوْماً حُمُولَ القوْمِ فانعاني
وقلْ طريحاً تركناهُ وقد فنيت
دُموعُهُ وهوَ يبكي بالدَّم القاني
تحليل القصيدة:
- اللغة والأسلوب:
- استخدم عنترة لغة شعرية غنية وصوراً بلاغية قوية تعكس مشاعره. حيث استخدم الاستعارات والتشبيهات، مثل حديثه عن الطائر الذي يرمز إلى الحزن والشوق.
- العاطفة:
- تعكس القصيدة عمق المشاعر الإنسانية، حيث يظهر الحزن والألم الناتج عن الفراق، مما يجعل القارئ يشعر بمعاناة الشاعر.
- الرمزية:
- الطائر في القصيدة يمثل الأمل والشوق، وفي نفس الوقت يعكس الألم الناتج عن الفراق. كما أن ذكره للأماكن مثل “الحجاز” و”نعمان” يربط الشاعر بذكرياته وأماكن الحب.
- الصور الشعرية:
- استخدم الشاعر صوراً قوية، مثل “دموعه وهو يبكي بالدَّم القاني”، مما يعبر عن الألم الشديد وعمق الحزن الذي يشعر به.
خاتمة:
تُظهر هذه القصيدة براعة عنترة بن شداد في التعبير عن المشاعر الإنسانية، وقدرته على استخدام اللغة الشعرية لنقل الأحاسيس بشكل مؤثر. تُعتبر هذه القصيدة مثالاً جيداً على الشعر الجاهلي الذي يجمع بين الفخر والشجاعة والعاطفة.