تعريف بالشاعر امرؤ القيس
امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي هو شاعر عربي من أشهر شعراء الجاهلية، ويعتبر واحدًا من أبرز شعراء المعلقات. ولد في بداية القرن السادس الميلادي، وكان ينتمي إلى قبيلة كندة اليمنية. اشتهر بشعره العاطفي والغزلي، وبأسلوبه الذي يتميز بالوصف الدقيق للطبيعة والمشاعر الإنسانية. امرؤ القيس هو رائد الشعر العربي القديم، وقد أثر شعره في الأدب العربي لقرون عديدة.
قصة القصيدة
تعتبر هذه القصيدة “لمن الديار غشيتها بسحام” من القصائد التي تتناول موضوع الحنين إلى الديار والأطلال، وهو موضوع شائع في شعر الجاهلية. يصف امرؤ القيس في هذه القصيدة ما تبقى من آثار الديار القديمة، ويستحضر ذكريات الحب والشباب والمغامرات. تعكس القصيدة حالة الشاعر النفسية وتجاربه الشخصية، خاصةً مشاعر الحنين والفقدان التي يشعر بها تجاه الأماكن والأشخاص الذين كانوا جزءًا من حياته.
قصيدة “لمن الديار غشيتها بسحام” امرؤ القيس
لمن الديار غشيتها بسحام
فَعَمَايَتَينِ فَهَضْبِ ذِي أقْدَامِ
فصفا الاطيطِ فصاحتين فغاضرٍ
تَمْشِي النّعَاجُ بِهَا مَعَ الآرَامِ
دَارٌ لِهنْدٍ وَالرَّبَابِ وَفَرْتَنى
ولميس قبل حوادث الأيام
عوجا على الطلل المحيل لعلنا
نبكي الديار كما بكى ابن خذام
أو ما ترى أضغانهن بواكراً
كالنّخلِ من شَوْكانَ حينَ صِرَامِ
حوراً تعللُ بالعبير جلودها
وَأنَا المُعَالي صَفْحَة َ النُّوّامِ
فَظَلِلْتُ في دِمَنِ الدّيَارِ كَأنّني
نَشْوَانُ بَاكَرَهُ صَبُوحُ مُدَامِ
أنفٍ كلونِ دم الغزال معتق
من خَمرِ عانَة َ أوْ كُرُومِ شَبَامِ
وكأن شاربها أصاب لسانهُ
مومٌ يخالطُ جسمه بسقام
ومجدة نسأتها فتكمشت
رنكَ النعامة في طريق حام
تخذي على العلاتِ سامٍ رأسها
روعاء منسمها رثيم دام
جالت لتصرعني فقلتُ لها اقصري
إني امرءٌ صرعي عليك حرام
فجزيتِ خيرَ جزاء ناقة واحدٍ
وَرَجَعْتِ سَالِمَة َ القَرَا بِسَلامِ
وكأنما بدرٌ وصيلُ كتيفة ٍ
وَكَأنّمَا مِنْ عَاقِلٍ أرْمَامُ
أبلغ سبيعاً أن عرضت رسالة
إني كَهَمّكَ إنْ عَشَوْتُ أمَامي
أقْصِرْ إلَيْكَ مِنَ الوَعِيدِ فَأنّني
مِمّا أُلاقي لا أشُدّ حِزَامي
وأنا المبنهُ بعدَ ما قد نوّموا
وأنا المعالنُ صفحة َ النوام
وأنا الذي عرفت معدٌ فضلهُ
ونشدتُ عن حجر ابن أمِّ قطام
وَأُنَازِلُ البَطَلَ الكَرِية َ نِزَالُهُ
وإذا أناضلُ لا تطيشُ سهامي
خالي ابن كبشة قد علمت مكانهُ
وَأبُو يَزِيدَ وَرَهْطُهُ أعْمَامي
وَإذَا أذِيتُ بِبَلْدَة ٍ وَدّعْتُهَا
ولا أقيم بغير دار مقام
تحليل القصيدة:
1. الموضوع الرئيسي:
القصيدة تتناول موضوع الأطلال والديار القديمة التي هجرها أهلها، وهي تبرز حالة الحزن والحنين التي يشعر بها الشاعر تجاه هذه الأماكن والأشخاص الذين كانوا جزءًا من حياته.
2. الصور الشعرية:
استخدم امرؤ القيس في هذه القصيدة صورًا شعرية رائعة لتجسيد حال الديار المهجورة والطبيعة المحيطة بها. ويبرز في الأبيات وصفه للنخيل والنباتات والطيور، مما يضفي على القصيدة طابعًا تصويريًا قويًا.
3. العاطفة:
تعبر القصيدة عن عاطفة قوية من الحزن والحنين إلى الماضي. يظهر الشاعر مشاعره بوضوح من خلال وصفه للأماكن والأشخاص الذين فقدهم، وكذلك من خلال تعابيره الشعرية المؤثرة.
4. اللغة والأسلوب:
اللغة التي استخدمها امرؤ القيس في القصيدة غنية وجميلة، مليئة بالمفردات البديعة والتراكيب الرائعة. استخدم الشاعر التكرار والأسلوب التصويري لتأكيد مشاعره وتجسيد حالته النفسية.
5. التراكيب والبنية:
تتسم القصيدة بتنوع تراكيبها اللغوية والشعرية، حيث استخدم الشاعر الأوصاف المختلفة والمعاني المتعددة، مما يعكس براعة الشاعر في التحكم باللغة والشعر.
6. الأبعاد الثقافية:
تعكس القصيدة جوانب من حياة العرب في العصر الجاهلي، مثل الرحيل والترحال، وحب الشاعر للمرأة والجمال الطبيعي. تعتبر القصيدة وثيقة ثقافية مهمة تعبر عن مشاعر الإنسان في تلك الفترة الزمنية.