العصر الجاهليِشعرعنترة بن شداد

قف بالمنازل إن شجتك ربوعها – عنترة بن شداد

قف بالمنازل ان شجتك ربوعها فلعل عينك يستهلُّ دموعها

تعريف الشاعر:

عنترة بن شداد (525م – 608م) هو شاعر وفارس عربي، أحد أشهر شعراء العصر الجاهلي. وُلد لأم حبشية تُدعى زبيبة، وكان والدُه شداد من كبار قبيلة بني عبس. بالرغم من كونه عبدًا في بداية حياته، أصبح عنترة فارسًا نبيلًا بفضل شجاعته في القتال وأخلاقه العالية، وأثبت نفسه كواحد من أعظم شعراء العرب.

كان عنترة محبًا لابنة عمه عبلة، وشكلت علاقته بها مصدر إلهام كبير لشعره. ومن خلال قصائده، عبّر عن شجاعته في المعارك وحبه الكبير لعبلة، كما تحدث عن المعاناة التي عاشها بسبب لونه وطبقة المجتمع التي كان ينتمي إليها.

كورسات الذكاء الاصطناعي والربح من الانترنت مجاناً - مضمون دوت كوم
كورسات الذكاء الاصطناعي والربح من الانترنت مجاناً – مضمون دوت كوم

قصة القصيدة:

قصيدة “قف بالمنازل إن شجتك ربوعها” من قصائد عنترة التي يخاطب فيها محبوبته عبلة. يُعبر في القصيدة عن حبه العميق لها واشتياقه لمكان سكنها. كما يعبر عن شجاعته واستعداده لمواجهة الأعداء دفاعًا عنها وعن كرامته. يتحدث عن ذكرياته مع عبلة في ديارها ويصف جمال الطبيعة المحيطة بها. القصيدة تمثل نوعًا من التغني بالشجاعة والاعتزاز بالنفس، وهي مليئة بالصور البلاغية التي تصف مشاعره القوية تجاه عبلة.

 

قف بالمنازل ان شجتك ربوعها
فلعل عينك يستهلُّ دموعها
واسأَلْ عن الأَظْعانِ أينَ سَرتْ بها
آباؤها ومتَى يكونُ رجُوعُها
دارٌ لعبلة َ شطَّ عنْك مزارُها
ونأْتْ ففارَقَ مُقْلتيك هُجوعُها
فسقَتْكِ يا أرضَ الشَّرِبَّة ِ مُزْنة ٌ
منهلة ٌ يروى ثراك هجوعها
وكَسا الرَّبيعُ رُباكِ في أزهاره
حللاً إذا ما الأرضُ فاح ربيعها
كم ليلة عانقتُ فيها غادة
وَلمن صَحِبنا خيْلُها وَدرُوعُها
شمسٌ إذا طلعت سجدتُ جلالة
لجمالها وجلا الظلام طلوعها
يا عَبلَ! لاَ تَخْشَيْ عليَّ منَ العِدى
يوْماً إذا اجْتَمَعت عليَّ جمُوعها
إنَّ المَنيَّة ، يا عُبيلة ُ، دَوْحَة ٌ
وأنا وَرُمحي أصلُها وفُروعها
وغداً يمرُّ على الأعاجم من يدى
كأسٌ أمرُّ منَ السُّموم نقيعها
وأذيقها طعناً تذلُّ لوقعهِ
ساداتُها وَيَشيبُ منْه رَضيعُها
وإذا جيوشُ الكسروى ِّ تبادرتْ
نحْوي وأَبدَتْ ما تكُنُّ ضلُوعُها
قاتَلتُها حَتّى تَمَلَّ وَيَشتَكي
كُرَبَ الغُبارِ رَفيعُها وَوَضيعُها
فيكون للأسد الضَّواري لحمها
ولمنْ صحبنا جيلها ودروءها
يا عبلَ! لو أَنَّ المَنيَّة َ صُوِّرتْ
لغدَا إليَّ سجودها وركوعها
وَسَطَتْ بَسَيْفي في النُّفوسِ مُبيدَة ً
من لا يجيبُ مقالها ويطيعها

 

موضوعات القصيدة:

  1. الحب والشوق: يظهر الحب العميق والشوق الكبير لعبلة، وكيف أثرت ذكريات الديار على عنترة.
  2. الفروسية والشجاعة: يصف عنترة شجاعته واستعداده لمواجهة الأعداء، مما يعكس طبيعة المحارب الشجاع الذي لا يخشى الموت.
  3. الطبيعة والذكريات: يحتوي النص على وصف جميل للطبيعة وذكرياته مع عبلة، مما يعكس ارتباطه القوي بديارها.

تحليل القصيدة:

القصيدة تبدأ بمناجاة للمنازل التي كانت تأوي عبلة، حيث تظهر فيها مشاعر الحزن والشوق. ثم ينتقل الشاعر إلى ذكر شجاعته واستعداده لمواجهة الأعداء، مشيرًا إلى أن الموت ليس شيئًا يخشاه، بل هو جزء من حياته كمحارب.

يظهر في القصيدة الاعتزاز بالنفس والقوة البدنية التي يتمتع بها الشاعر، مما يعكس شخصية عنترة الفارس الذي يتحدى الصعاب ولا يخشى الموت. كما أن الشاعر يربط بين الحب والشجاعة، فهو يدافع عن حبه بكل ما أوتي من قوة وشجاعة.

تعد هذه القصيدة مثالًا رائعًا على الأدب الجاهلي، حيث تتجلى فيها القوة البلاغية والشعرية في تصوير المشاعر والأحداث.

Aya Elkady

اهلاً بيكم وسعيدة لتشريفكم صفحتي على موقع مضمون دوت كوم، أية القاضي، كاتبة وصحفية، أكتب محتوى تعليمي وإخباري، مراعية احتياجات مختلف القراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل ِAdBlock Please disable AdBlock to get download links