العصر الجاهليِشعرعنترة بن شداد

قف بالديار وصح إلى بيداها – عنترة بن شداد

قفْ بالدّيار وصحْ إلى بَيْداها فعسى الديار تجيبُ منْ ناداها

تعريف عن الشاعر:

عنترة بن شداد العبسي هو أحد أشهر شعراء الجاهلية وفارس بني عبس. وُلد عنترة في نجد في القرن السادس الميلادي. هو ابن شداد العبسي ووالدته كانت جارية حبشية تُدعى زبيبة. اشتهر عنترة بفروسيته وشجاعته في الحروب، كما اشتهر بحبه لعبلة بنت مالك، ابنة عمه. لم يكن عنترة يُعترف به في البداية كابن شرعي نظراً لكونه ابن جارية، ولكنه أثبت جدارته من خلال شجاعته وبطولاته في المعارك، مما أدى في النهاية إلى اعتراف والده به.

كورسات الذكاء الاصطناعي والربح من الانترنت مجاناً - مضمون دوت كوم
كورسات الذكاء الاصطناعي والربح من الانترنت مجاناً – مضمون دوت كوم

قصة القصيدة:

قصيدة “قف بالديار وصح إلى بيداها” تُعبر عن مشاعر عنترة تجاه محبوبته عبلة. تبدأ القصيدة بوصفٍ للمكان الذي تسكن فيه عبلة، حيث يصف الشاعر الديار ويعبر عن شوقه وحنينه إليها. عنترة يتحدث عن العذاب الذي يعانيه بسبب بُعد عبلة عنه وعن شوقه الكبير لها. كما يستعرض عنترة شجاعته وبطولاته في المعارك، ويُظهر كيف أنه فارس لا يُهاب الحرب، وذلك كنوع من التعبير عن قوته ورجولته التي يود أن يعترف بها أمام محبوبته عبلة.

 

قف بالديار وصح إلى بيداها – عنترة بن شداد

قفْ بالدّيار وصحْ إلى بَيْداها
فعسى الديار تجيبُ منْ ناداها
دارٌ يفوحُ المِسْك من عَرَصاتِها
والعودُ والندُّ الذكيُّ جناها
دارٌ لعبلة َ شَطَّ عنْكَ مَزارُها
ونأْتْ لعمْري ما أراكَ تراها
ما بالُ عيْنِكَ لا تملُّ من البُكا
رمدٌ بعينكَ أمْ جفاكَ كراها
يا صاحبي قفْ بالمطايا ساعة ً
في دَار عبْلة سائلاً مغْناها
أم كيفَ تسأل دمنة ً عادية َ
سفت الجنوبُ دمائها وثراها
يا عبلَ قد هامَ الفُؤَادُ بذِكْركم
وأرى ديوني ما يحلُّ قضاها
يا عَبلَ إنْ تبكي عليَّ بحُرْقَة ٍ
فلطالما بكتِ الرجالُ نساها
يا عَبْلَ إني في الكريهة ِ ضَيْغَمٌ
شَرسٌ إذا ما الطَّعْنُ شقَّ جباها
وَدَنَتْ كِباشٌ من كِباشٍ تصْطلي
نارَ الكريهة ِ أوْ تخُوضُ لَظاها
ودنا الشُّجاعُ من الشُّجاع وأُشْرعَتْ
سمر الرماح على اختلافِ قناها
فهناك أطعنُ في الوغى فرْسانها
طَعْناً يَشقُّ قُلوبَها وكُلاها
وسلي الفوارس يخبروكِ بهمتي
ومواقفي في الحربِ حين أطاها
وأزيدها من نار حربي شعلة ً
وأثيرها حتى تدورَ رحاها
وأكرُّ فيهم في لهيب شعاعها
وأكون أوَّل وافدٍ يصلاها
وأكون أول ضاربٍ بمهندٍ
يفري الجماجمَ لا يريدُ سواها
وأكون أولَّ فارسٍ يغشى الوغى
فأقود أوَّل فارسِ يغْشاها
والخيلُ تعْلم والفوارسُ أنني
شيخ الحروب وكهلها وفتاها
يا عبلَ كم منْ فارس خلَّيْتُهُ
في وسْطِ رابية ٍ يَعُدُّ حصاها
يا عبلُ كم من حرَّة ٍ خلَّيتُها
تبكي وتنعي بعلها وأخاها
يا عبلُ كم من مُهرة ٍ غادرتُها
من بعد صاحبها تجرُّ خطاها
يا عبلُ لو أني لقيتُ كتيبة ً
سبعين ألفاً ما رهبت لقاها
وأنا المنَّية وابن كلِّ منية ٍ
وسواد جلدي ثوبها ورداها

 

تحليل القصيدة:

القصيدة تحتوي على عدة محاور، أهمها:

  1. وصف المكان والديار:
    • يبدأ عنترة القصيدة بوصف الديار التي تسكنها عبلة. يصفها بأنها تفوح منها رائحة المسك والعود، وهذا يعكس مدى تقديره للمكان وارتباطه به.
  2. الشوق والحنين:
    • يظهر الشاعر مدى اشتياقه لعبلة وحنينه إليها. يسأل عن سبب عدم قدرته على التوقف عن البكاء، ويتساءل إن كان السبب هو الرمد في عينه أو جفاء النوم عنه بسبب شوقه لعبلة.
  3. البطولة والفروسية:
    • يستعرض عنترة بطولاته وشجاعته في المعارك. يصف كيف يواجه الأعداء بشجاعة وكيف يكون أول من يدخل ساحة المعركة. هذا الجزء يعكس رجولته وقوته التي يُظهرها ليس فقط في الحرب بل أيضاً في حبه لعبلة.
  4. الحب والتضحية:
    • يعبر عنترة عن مدى حبه لعبلة واستعداده للتضحية من أجلها. يظهر ذلك في وصفه لبكاء النساء على الرجال الذين ماتوا في المعارك، وكيف أن عبلة بكت بحرقة عندما بكى الرجال.

نظرة عامة للقصيدة:

القصيدة تجمع بين الحب والشجاعة، بين الحنين والفروسية. تُظهر قوة عنترة كشاعر وفارس، وكيف أنه يستخدم الشعر ليعبر عن مشاعره وأحاسيسه. يعكس النص التوازن بين الجانب العاطفي والجانب البطولي في شخصية عنترة، ويُظهر مدى تأثير الحب في حياته وكيف أن حبه لعبلة كان دافعاً له ليكون فارساً شجاعاً ومقداماً.

Aya Elkady

اهلاً بيكم وسعيدة لتشريفكم صفحتي على موقع مضمون دوت كوم، أية القاضي، كاتبة وصحفية، أكتب محتوى تعليمي وإخباري، مراعية احتياجات مختلف القراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل ِAdBlock Please disable AdBlock to get download links