العصر الجاهليِشعرعبيد بن الأبرص
طاف الخيال علينا ليلة الوادي – عبيد بن الأبرص
طافَ الخَيالُ عَلَينا لَيلَةَ الوادي لِآلِ أَسماءَ لَم يُلمِم لِميعادِ
تعريف الشاعر:
عبيد بن الأبرص هو شاعر عربي قديم، يُعتبر من شعراء العصر الجاهلي. وُلد في قبيلة بني أسد، وكان له مكانة بارزة في الأدب العربي. اشتهر بشعره الذي يعكس مشاعر الفخر والحماسة، إضافةً إلى مواضيع الحزن والفراق. يُعرف بقصائده التي تحمل صورًا بلاغية متقنة وتعبيرات قوية عن التجارب الإنسانية.
قصة القصيدة:
تتناول قصيدة “طاف الخيال علينا ليلة الوادي” حوارًا داخليًا للشاعر حول فراقه عن قومه وأحبته، وتعبير عن مشاعره في مواجهة الموت والفقد. يبدو أن الشاعر يتحدث عن شخص يُدعى “أبا كَرِبٍ” ويدعوه لمواجهة حقيقة الموت والفراق. تتضمن القصيدة مشاعر الحزن والأسى، وتعبّر عن مدى تأثير الفراق على الشاعر.
طافَ الخَيالُ عَلَينا لَيلَةَ الوادي
لِآلِ أَسماءَ لَم يُلمِم لِميعادِ
أَنّى اِهتَدَيتَ لِرَكبٍ طالَ سَيرُهُمُ
في سَبسَبٍ بَينَ دَكداكٍ وَأَعقادِ
يُكَلِّفونَ سُراها كُلَّ يَعمَلَةٍ
مِثلَ المَهاةِ إِذا ما اِحتَثَّها الحادي
أَبلِغ أَبا كَرِبٍ عَنّي وَأُسرَتَهُ
قَولاً سَيَذهَبُ غَوراً بَعدَ إِنجادِ
يا عَمروُ ما راحَ مِن قَومٍ وَلا اِبتَكَروا
إِلّا وَلِلمَوتِ في آثارِهِم حادي
فَإِن رَأَيتَ بِوادٍ حَيَّةً ذَكَراً
فَاِمضِ وَدَعني أُمارِس حَيَّةَ الوادي
لَأَعرِفَنَّكَ بَعدَ المَوتِ تَندُبُني
وَفي حَياتِيَ ما زَوَّدتَني زادي
إِنَّ أَمامَكَ يَوماً أَنتَ مُدرِكُهُ
لا حاضِرٌ مُفلِتٌ مِنهُ وَلا بادي
فَاِنظُر إِلى فيءِ مُلكٍ أَنتَ تارِكُهُ
هَل تُرسَيَنَّ أَواخيهِ بِأَوتادِ
إِذهَب إِلَيكَ فَإِنّي مِن بَني أَسَدٍ
أَهلِ القِبابِ وَأَهلِ الجُردِ وَالنادي
قَد أَترُكُ القِرنَ مُصفَرّاً أَنامِلُهُ
كَأَنَّ أَثوابَهُ مُجَّت بِفِرصادِ
أَوجَرتُهُ وَنَواصي الخَيلِ شاحِبَةٌ
سَمراءَ عامِلُها مِن خَلفِهِ بادي
تحليل القصيدة:
- المقدمة: تبدأ القصيدة بتصوير الخيال الذي يتجسد في الوادي، مما يخلق جوًا من الحنين. يُستخدم تعبير “طافَ الخَيالُ عَلَينا” للتعبير عن الزيارة الروحية للذكريات.
- الصورة الفنية: يصف الشاعر مشهدًا طبيعيًا خلابًا في الوادي، حيث يجسد الهدوء والجمال، مما يتناقض مع مشاعر الفراق والأسى. يستخدم الشاعر لغة شاعرية غنية بالصور البلاغية.
- تأملات في الفراق: يتناول الشاعر فكرة الموت والفقد، مُشيرًا إلى أن الموت لا يفرق بين قوم أو آخرين، مما يدل على أن الفراق مصير مشترك.
- الذكريات: يشير الشاعر إلى الذكريات التي ستبقى بعد الموت، موضحًا أنه على الرغم من الفراق، سيظل يتذكر أولئك الذين فقدهم.
- النداء: يتوجه الشاعر بالحديث إلى “أبا كَرِبٍ”، معبرًا عن شعوره بالوحدة والحاجة إلى التذكير بالماضي.
- خاتمة قوية: يُختتم النص بتأكيد على الحقيقة الصعبة للموت، مُشيرًا إلى أن كل إنسان سيلتقي بموته، وأن عليه أن يتقبل هذه الحقيقة.
الموضوعات الرئيسية:
- الفراق والحزن: تعكس القصيدة مشاعر الفقد وذكريات الماضي.
- الموت: يُعتبر الموت موضوعًا رئيسيًا، حيث يُذكّر الشاعر نفسه ومن حوله بحقيقة الموت.
- الحنين إلى الوطن: يُعبّر الشاعر عن حنينه إلى وطنه وقومه.
بالمجمل، تعكس القصيدة عمق المشاعر الإنسانية وتتناول موضوعات فلسفية مهمة حول الفراق والموت.