العصر الجاهليالنابغة الذُّبيانيِشعر

عفا ذو حسًى من فرتنى فالفوارع – النابغة الذبياني

عفا ذو حُساً مِنْ فَرْتَنى فالفوارعُ فجنبا أريكٍ فالتلاعُ الدوافعُ

قصة القصيدة:

“عفا ذو حسًى من فرتنى فالفوارع” هذه القصيدة هي من شعر النابغة الذبياني، أحد أعلام الشعر الجاهلي، والذي كان له مكانة رفيعة في بلاط النعمان بن المنذر، ملك الحيرة. تعتبر هذه القصيدة من أشهر قصائده، وقد كتبها في محاولة لاستعادة مكانته لدى النعمان بعد أن غضب عليه بسبب وشاية اتهمته بالخيانة. يظهر النابغة في هذه القصيدة ندمه ويبرر موقفه، محاولًا استرضاء النعمان واستعادة ثقته.

كورسات الذكاء الاصطناعي والربح من الانترنت مجاناً - مضمون دوت كوم
كورسات الذكاء الاصطناعي والربح من الانترنت مجاناً – مضمون دوت كوم

الموضوعات الرئيسية للقصيدة:

  1. الحنين والذكريات: يبدأ النابغة القصيدة بوصف أماكن كانت مأهولة في الماضي، ولكنها أصبحت خالية. يعبر عن حزنه وحنينه للأماكن والأزمان الماضية، وكيف أن الزمن قد غيرها.
  2. التوبة والاعتذار: تتضمن القصيدة اعتذارات النابغة عن أخطائه التي أدت إلى غضب النعمان عليه. يعترف بما وقع منه من خطأ، ويحاول أن يبرر موقفه ويطلب العفو.
  3. اللوم على الزمن والمصائب: يشكو النابغة من الظروف والمصائب التي حالت بينه وبين النعمان، موضحًا أن الحزن والمشاكل قد أثرت عليه بشكل كبير.
  4. العزة والشرف: يذكر النابغة في قصيدته أنه رجل ذو شرف وكرامة، وأنه لم يكن ليفعل ما اتهم به، مؤكدًا أن الوشاية التي وصلت للنعمان لم تكن صحيحة.
  5. استعطاف النعمان: يحاول النابغة في نهاية القصيدة استمالة قلب النعمان من خلال تذكيره بمكارمه وعدله، ويطلب منه أن يصفح عنه وأن يعيده إلى مكانته السابقة.

 

عفا ذو حسًى من فرتنى فالفوارع – النابغة الذبياني

عفا ذو حُساً مِنْ فَرْتَنى فالفوارعُ
فجنبا أريكٍ فالتلاعُ الدوافعُ
فمجتمعُ الأشراجِ غيرِ رسمها
مصايفُ مرتْ بعدنا ومرابعُ
توَهّمْتُ آياتٍ لها فَعَرَفْتُها
لِسِتّة ِ أعْوامٍ وذا العامُ سابِعُ
رَمادٌ ككُحْلَ العينِ لأياً أُبينُهُ
و نؤيٌ كجذمِ الحوض أثلمُ خاشعُ
كأنّ مجرّ الرامساتِ ذيولها
عليه حصيرٌ نمقتهُ الصوانعُ
على ظَهْرِ مِبْنَاة ٍ جَديدٍ سُيُورُها
يَطوفُ بها وسْط اللّطيمة ِ بائِع
فكَفْكفْتُ مني عَبْرَة ً فرَدَدتُها
على النحرِ منها مستهلٌّ ودامعُ
على حينَ عاتبتُ المَشيبَ على الصِّبا
و قلتُ: ألما أصحُ والشيبُ وازعُ؟
وقد حالَ هَمٌ دونَ ذلكَ شاغلٌ
مكان الشغافِ تبغيهِ الأصابعُ
وعيدُ أبي قابوسَ في غيرِ كُنهِهِ
أتاني ودوني راكسٌ فالضواجِعُ
فبتُّ كأني ساورتني ضيئلة
ٌ من الرُّقْشِ في أنيابِها السُّمُّ ناقِعُ
يُسَهَّدُ من لَيلِ التّمامِ سَليمُها
لحليِ النساءِ في يديهِ قعاقعُ
تناذرَها الرّاقُون مِنْ سُمّها
تُطلّقُهُ طَورا وطَوراً تُراجِعُ
أتاني أبيتَ اللعنَ أنكَ لمتني
و تلكَ التي تستكّ منها المسامعُ
مَقالة ُ أنْ قد قلت: سوفَ أنالُهُ
و ذلك من تلقاءِ مثلكَ رائعُ
لعمري وما عمري عليّ بهينٍ
لقد نطقتْ بطلاً عليّ الأقارعُ
أقارِعُ عَوْفٍ لا أحاوِلُ غيرَها
وُجُوهُ قُرُودٍ تَبتَغي منَ تجادِعُ
أتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بِغْضَة ً
له من عَدُوٍّ مثل ذلك شافِعُ
أتاكَ بقَوْلٍ هلهلِ النّسجِ كاذبٍ
و لم يأتِ بالحقّ الذي هو ناصعُ
أتاكَ بقَوْلٍ لم أكُنْ لأقولَهُ
و لو كبلتْ في ساعديّ الجوامعُ
حلَفْتُ فلم أترُكْ لنَفسِكَ رِيبة
ً وهلْ يأثمَنْ ذو أُمة ٍ وهوَ طائِعُ؟
بمصطحباتٍ من لصافٍ وثيرة ٍ
يَزُرْنَ إلالاً سَيْرُهُنّ التّدافُعُ
سماماً تباري الريحَ خوصاً عيونها
لَهُنّ رَذايا بالطّريقِ ودائِعُ
عليهِنّ شُعْثٌ عامِدونِ لحَجّهِمْ
فهنّ كأطرافِ الحَنيّ خواضِعُ
لكلفتني ذنبَ امرئٍ وتركته كذي
العُرّ يُكوَى غيرُهُ وهو راتعُ
فإن كنتُ لا ذو الضغنِ عني مكذبٌ
و لا حلفي على البراءة ِ نافعُ
ولا أنا مأمُونٌ بشيءٍ أقُولُهُ
و أنتَ بأمرٍ لا محالة َ واقعُ
فإنّكَ كاللّيلِ الذي هو مُدْرِكي
وإنْ خِلْتُ أنّ المُنتأى عنك واسِعُ
خطاطيفُ حجنٌ في جبالٍ متينة
ٍ تمدّ بها أيدٍ إليكَ نوازعُ
أتوعدُ عبداً لم يخنكَ أمانة
ً وتتركُ عبداً ظالماً وهوَ ظالعُ؟
وأنتَ ربيعٌ يُنعِشُ النّاسَ سَيبُهُ
وسيفٌ أُعِيَرتْهُ المنيّة ُ قاطِعُ
أبى اللهُ إلاّ عدلهُ ووفاءهُ
فلا النكرُ معروفٌ ولا العرفُ ضائعُ
وتسقى إذا ما شئتَ غيرَ مصردٍ
بزوراءَ في حافاتها المسكُ كانعُ

 

تحليل القصيدة:

1- الأسلوب الشعري:

يتميز أسلوب النابغة الذبياني في هذه القصيدة بجزالة الألفاظ وقوة التعبير، حيث يستخدم الصور الشعرية البليغة والوصف التفصيلي لإيصال مشاعره ومعاناته.

2- الصور البلاغية:

يستخدم النابغة الاستعارات والتشبيهات بكثرة في هذه القصيدة، مثل تشبيه رماد الأطلال بكحل العين، واستخدامه للصور التي تعبر عن الخراب والتغير الذي أصاب الأماكن.

3- البنية والهيكل:

تتبع القصيدة نمط الشعر الجاهلي التقليدي، حيث تبدأ بالوقوف على الأطلال والحديث عن الذكريات، ثم تنتقل إلى الموضوع الرئيسي للقصيدة وهو الاعتذار والشكوى.

4- المضمون الأخلاقي:

تعكس القصيدة قيم الشرف والكرامة والاعتراف بالخطأ، مما يعكس أخلاقيات المجتمع الجاهلي وقيمه.

Aya Elkady

اهلاً بيكم وسعيدة لتشريفكم صفحتي على موقع مضمون دوت كوم، أية القاضي، كاتبة وصحفية، أكتب محتوى تعليمي وإخباري، مراعية احتياجات مختلف القراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل ِAdBlock Please disable AdBlock to get download links